مملكة الدالي  للروحانيات والحكمة  ***  الكشف والعلاج المجاني والمتابعة وعلاج كل الامراض الروحية  eddouali@hotmail.com = 0021698814085

مملكة الدالي للروحانيات والحكمة *** الكشف والعلاج المجاني والمتابعة وعلاج كل الامراض الروحية eddouali@hotmail.com = 0021698814085 (https://www.eddouali.net/vb/index.php/index.php)
-   قسم الخيمة الرمضانية (https://www.eddouali.net/vb/index.php/forumdisplay.php?f=54)
-   -   إن في الحياة لفرصًا ثمينةً للطاعة (https://www.eddouali.net/vb/index.php/showthread.php?t=11151)

الشيخ الدالي 05-28-2017 11:55 PM

إن في الحياة لفرصًا ثمينةً للطاعة
 


أيها المسلمون:
يدخل شهر رمضان، شهر الصيام والقيام، شهر الصلاة والقرآن، الشهر الذي تُفتح فيه أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران، وتصفَّد مردة الشياطين والجان، الشهر الذي فيه الليالي العشر، وفيه ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهرٍ، ومع هذا يدخل وتمضي جملةٌ من أيامه ولياليه، ويظلُّ بعضُنا نائمًا متكاسلاً، يغطُّ في سِنَةٍ عميقةٍ، ويغرق في غفلةٍ سحيقةٍ، تمرُّ قوافلُ الطائعين من أمامه، وتتنوَّع أعمالُ المشمِّرين من حوله، وترى عيناه من الخير ألوانًا، وتسمع أذناه من البِرِّ أنواعًا، مساجد تلج مآذنها بالقرآن، وصلاةٌ وقنوتٌ وقيام، وعمرةٌ وزيارةٌ ودعاء، وزكواتٌ وصدقاتٌ وهبات، ودعوةٌ وتوعيةٌ وتفطير، وموفَّقون يتوافدون على مكاتب الدعوة لتنشيط برامجها، ومباركون يقصدون الجمعيات الخيرية لدعمها، ومحسنون يتلمسون ذوي الحاجات فيقضون حاجاتهم، ورحماء يطلبون المكروبين فينفسون عنهم، ويمر كل هذا بالغافل اللاهي وكأنه لا يرى ولا يسمع، أو كأنه غير معنيٍّ بالخير، ولا محتاجٍ للأجر؛ بل ويتمادى به التهاونُ، ويأخذ به الفتور، حتى يقصِّر في الواجبات، ويضيع الصلوات، ويذهب شهره في مشاهدة القنوات واتباع الشهوات، فنعوذ بالله من الحرمان والإعراض عن موائد الرحمن.

في الصحيحين عن أبي واقدٍ الليثي - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينما هو جالسٌ في المسجد والناس معه، إذ أقبل ثلاثة نفرٍ، فأقبل اثنانِ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذهب واحدٌ، قال: فوقَفَا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأما أحدهما فرأى فرجةً في الحلقة، فجلس فيها، وأما الآخر فجلس خلفهم، وأما الثالث فأدبر ذاهبًا، فلما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ألا أخبركم عن النفر الثلاثة؟ أما أحدُهم فأوى إلى الله، فآواه الله، وأما الآخر فاستحيا، فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض، فأعرض الله عنه)).

إن في الحياة لفرصًا ثمينةً للطاعة، وإن فيها مواسمَ غاليةً لاكتساب الأجر، وإن في تنوع العبادات لمجالاً لكل راغبٍ في تقديم الخير لنفسه، وإن رمضان مع كونه أيامًا معدوداتٍ تمرُّ مر السحاب، فهو الموسم العظيم الذي قد عرفتُم فضله، وعلِمتم شرفه، ووعيتم قدر مضاعفة الحسنات فيه، وكثرة سبل الخير ومسببات الأجور في أيامه ولياليه، ومع هذا فالقلوب فيه مقبلةٌ، والصدور للخير منشرحةٌ، والركب سائرٌ، والجماعةٌ منطلقةٌ، والمشمرون الجادون متوفرون، تمتلئُ بهم المساجد والجوامع، وتتلقَّاهم الجمعيات ومواطن الطاعات، فطوبى لمن أوى إلى ربه وانطرح بين يديه، وصدق في الرغبة إليه، ويا لخسارة من لم يجدْ له في رمضان مكانًا مع السائرين إلى الله، وانصرف إلى شهواته ودنياه، أو أعرض وتراجع على قفاه، ذاك والله هو المحروم حقًّا والمغبون!

عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صعد المنبر فقال: ((آمين، آمين، آمين))، قيل: يا رسول الله، إنك صعدتَ المنبر فقلتَ: ((آمين، آمين، آمين))، فقال: ((إن جبريل - عليه السلام - أتاني فقال: من أدرك شهر رمضان فلم يغفرْ له، فدخل النار، فأبعده الله، قلْ: آمين، فقلتُ: آمين)).

وعن أنس بن مالكٍ - رضي الله عنه - قال: دخل رمضانُ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهرٍ، مَن حُرِمها فقد حُرم الخيرَ كله، ولا يُحرم خيرَها إلا محرومٌ)).

وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن لله - تبارك وتعالى - عُتقاءَ في كل يومٍ وليلةٍ، وإن لكل مسلمٍ في كل يومٍ وليلةٍ دعوةً مستجابةً)).

وإذا المرء في ليله لم يزاحم القائمين، ولم يُسمعْ له دويٌّ بالقرآن مع التالين، ولم يفطِّرْ صائمًا، ولم يكنْ له سهمٌ في عمل برٍّ، ولم يَرفعْ إلى الله كفًّا بدعاءٍ؛ بل قضى شهره نومًا وكسلاً، وتركًا للفرائض ووقوعًا في المحرمات، ومتابعةً لفاضح المسرحيات وطائش المسلسلات، فأي قيمةٍ لحياته حينئذٍ، وأي برٍّ منه لشهره؟! وإذا لم يكنْ هذا هو الإعراض والحرمان والإبعاد، فما الإعراض والحرمان والإبعاد إذًا؟!

ألا فلْنتقِ الله - أيها المسلمون - ولْنسارعْ ولْنسابقْ، ولْنصبرْ أنفسنا، ولنصابرْ ولْنرابطْ؛ امتثالاً لأمر الله - عز وجل - حيث قال: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133]، وقال - سبحانه -: ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الحديد: 21]، وقال - تعالى -: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28]، وقال - جل وعلا -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 200]، وقال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴾ [الحج: 77، 78].



الشيخ رشادسوسي الدالي 05-29-2017 01:31 AM

رد: إن في الحياة لفرصًا ثمينةً للطاعة
 
السلام عليكم ورحمة الله شيخنا الحبيب بارك الله فيك علي الموضوع الرائع ،والمهم لأنه حقيقة المجتمعات الإسلامية للأسف ،نسأل الله أن يعفوا عنا ويغفر ،صدقت القول شيخي الفاضل وجزاك الله خيرا

نورالتيجانية 05-29-2017 05:31 AM

رد: إن في الحياة لفرصًا ثمينةً للطاعة
 
صدقت شيخنا الجليل حفظك الله ورعاك الف شكر على الموضوع الرابع فذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين في انتظار المزيد من مواضيعكم القيمة شيخنا110

طارق باب الله 05-29-2017 09:14 PM

رد: إن في الحياة لفرصًا ثمينةً للطاعة
 
بارك الله لك شيخنا على الصدقة المتميزة انا أعتبرها صدقة فتصدق الله عليك كما تصدقت علينا

رشيدعادل 06-14-2017 02:15 PM

رد: إن في الحياة لفرصًا ثمينةً للطاعة
 
بارك الله تعالى فيك اخي الكريم.......وثقل ميزانك بما تفعله من
مجهود في الدعوة لدين الله تعالى
تقبل مني مرورا متواضعا
وأسأل الله تعالى أن يجازيك علي عملك هذا خير الجزاء..
لك جل تقديري واحترامي


الساعة الآن 01:38 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By faceextra

Adsense Management by Losha

مملكة الدالي للروحانيات والحكمة
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009