الروح أصلها نورانى أم ظلماني ؟
هل الروح قبل ارتباطها بالجسد كانت
نورانية ام ظلمانية ؟
والروح في اصلها نورانية المنشأ .. وهى على معرفة بربها و شاهدة على ذلك .. حيث يقول تبارك وتعالى "وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ " الأعراف: ١٧٢
قال ابن عجيبة في تفسيره البحر المديد ..
" .. الأرواح حينئذ كانت كلها على الفطرة ، علامة دراكة ، فلما ركبت في هذا القالب نسيت الشهادة ، فبعث الله الأنبياء والرسل يذكرون الناس ذلك العهد ، فمن أقر به نجا ، ومن أنكره هلك ..
ويحتمل أن يكون ذلك من باب التمثيل ، وأن أخذ الذرية من الظهر عبارة عن أيجادهم في الدنيا ، وأما إشهادهم فمعناه : أن الله نصب لبني آدم الأدلة على ربوبيته ، وشهدت بها عقولهم ، فكأنه أشهدهم على أنفسهم ، وقال : { ألست بربكم } ؟ وكأنهم قالوا بلسان الحال : أنت ربنا .
والأول هو الصحيح؛ لتواتر الأخبار به ، فقوله : { شهدنا } : هو من تمام الجواب ، فهو تحقيق لربوبيته وأداء لشهادتهم بذلك ، فينبغي أن يوقف عليه ..
وقيل : إن { شهدنا } : من قول الله أو الملائكة ، فيوقف على { بلى } ، لكنه ضعيف .
ثم ذكر حكمة هذا الأخذ ، فقال : { إن تقولوا } أي : فعلنا ذلك كراهة أن تقولوا { يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين } ، أو كراهية أن تقولوا : { إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم } فاقتدينا بهم ، { أفتهلكنا بما فعل المبطلون } ، يعني : آباءهم المبطلين بتأسيس الشرك ، ولا بد من حذف كلام هنا لتتم الحجة ، والتقدير : أخذنا ذلك العهد في عالم الأرواح ، وبعثنا الرسل يجددونه في عالم الأشباح ، كراهة أن تقولوا : إنا كنا عن هذا غافلين..
ويدل على هذا قوله تعالى :
{ وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا . . . } [ الإسراء : 15 ] الآية . وقوله : { رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة } [ النساء : 165 ] ، ولا يكفي مجرد الإشهاد الروحاني في قيام الحجة؛ لأن ذلك العهد نسيته الأرواح حين دخلت في عالم الأشباح ، فلا تهتدي إليه إلا بدليل يذكرها ذلك . .." ج2\ص309
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله و سلم
منقول