بسم الله الرحمن الرحيم
الماء الطهور
هناك حديث نبوي معجز يؤكد فيه النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم أن الماءطهور لا ينجسه شيء،
هل هناك حقائق علمية حول هذا الموضوع؟......
قال صلى الله عليه وسلم: (إنالماء طهور لا ينجسّه شيء) [حديث حسن رواه الترمذي والنسائي]. قال تبارك وتعالى: (وأنزلنا من السماء ماء طَهوراً) [الفرقان: 48]. ويقول أيضاًوَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءًفَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ) [الحجر: 22].
يقول الإمام ابن كثير رحمه اللهتعالى: (وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ) أي وما أنتم له بحافظين، بلنحن ننَزّله ونحفظه عليكم ونجعله معيناً وينابيع في الأرض، ولو شاء تعالىلأغاره وذهب به. وسبحان الله! العلماء اليوم يؤكدون أن تخزين المياه تحتالأرض ينقي هذا الماء ويعقمه ويحفظه لنا سليماً لنشربه، والقرآن يذكرنابهذه النعمة نعمة تخزين الماء في الأرض ويخبرنا أن الله هو من يخزّن هذاالماء وليس نحن، فهل نشكر نعمة الله تعالى؟
إنها نعمة عظيمة من نعم الخالق عزوجل أن جعل تحت الأرض خزانات ضخمة من الماء العذب النقي، فما هو الجديد فيهذا الموضوع؟ لقد حاول العلماء منذ أكثر من قرن استخدام وسائل عديدةلتنقية المياه، فالمياه الموجودة على سطح الأرض تكون عادة ملوثة بالكائناتالدقيقة التي تسبب مختلف أنواع الأمراض للإنسان. فابتكروا محطات تنقيةالمياه، ووحدات تحلية مياه البحر والفلاتر بأنواعها وابتكروا أساليب كثيرةلتنقية الماء.
ولكن قد تعجب عزيزي القارئ من أحدثأسلوب لتنقية المياه مهما كانت درجة تلوثها، وهو أن نضع المياه الملوثةونخزنها تحت سطح الأرض! فقد ابتكر هذه الطريقة الدكتور سايمون توز طريقةسهلة ورخيصة لتنقية المياه الملوثة وذلك من خلال تخزينها في الطبقاتالجوفية تحت سطح الأرض وذلك لعدة شهور.
ويقول إن هذه الطريقة كفيلة بأنتقتل جميع أنواع الكائنات الدقيقة الضارة والتي تشكل خطراً على الإنسان.مثل شلل الأطفال وأمراض الإسهال وغير ذلك من الأمراض الفيروسية الخطيرة.
تعتبر هذه الطريقة إحدى أنواعالتنقية الطبيعية geopurification وقد أودع الله في الأرض خصائص رائعة حيثتمتص الأرض من المياه كل أنواع الجراثيم والفيروسات والزيوت والموادالدهنية والأوساخ وغير ذلك من الملوثات.
وقد احتار العلماء في سر هذه التنقية العجيبة، حيث يقول الدكتور سايمون:
"We know the pollution goes, but we don't know how"
نحن نعلم أن التلوث يزول، ولكن لا نعلم كيف!
ولكن القرآن الكريم وهو كتابالعجائب (ولا تنقضي عجائبه) حدثنا عن نعمة عظيمة من نعم الله علينا حيثتحدث عن تخزين المياه تحت سطح الأرض وأن الله هو الذي أودع في الأرض خصائصالتخزين والتنقية وجعل الماء قابلاً للشرب والسقاية. يقول تعالى وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءًفَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ) [الحجر: 22].
صورة بالمجهر لحبيبات التراب، وتظهرفيها الفراغات التي أودعها الله ليكون التراب قابلاً لتخزين الماء، كماأودع الله في التراب مواد مطهرة تقتل الجراثيم والملوثات العالقة بالماء،من الذي أودع في تراب الأرض هذه القدرة التخزينية الرائعة؟ إنه اللهالقائل: (وما أنتم له بخازنين)!
وقد طرح أحد العلماء حديثاً سؤالاً:إذا كان الماء يطهر كل شيء، فكيف يمكن أن نطهر الماء من الأوساخ التي تعلقبه؟ وبعد بحث طويل وجد في التراب مواد معقمة تقتل الجراثيم العالقة فيالماء، وبالتالي فإن الله تعالى قد سخر هذه المواد التي يسميها العلماء"مضادات حيوية" وأودعها في التراب الذي خُلقنا منه وسنعود إليه، لتكونوسيلة رائعة ومجانية في تنقية الماء الذي نشربه. يقول تعالى: (وَسَخَّرَلَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّفِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الجاثية: 13].
ويقول العلماء لولا هذه الخصائصالتي يتميز بها تراب الأرض لفسد هذا الماء، ولم تعد الأرض مستودعاً صالحاًلتخزين المياه ولما أمكن لنا أن نشرب هذه المياه أبداً! أليس هذا ما أكدهالقرآن بقول الحق تبارك وتعالى: (فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْلَهُ بِخَازِنِينَ)؟؟؟
ــــــــــــ
منقول للفائدة