بسم الله الرحمن الرحيم
كانت السكرتارية سوسن واقفة في مكتبها تبحث عن أوراقها المطلوبة هناوهناك لتقدمها للإدارية في المؤسسة
تتصفح الأوراق بإحداق النظروزادت حيرتها بإختفاء هذه الأوراق المهمة .
وفي لحظة يُطرق الباب للإستئذان في الدّخول ، فجاوبة الطارق تفضل :
سمعت صوت ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
حينها رفعت سوسن رأسها لترى إمرأة مبتسمة متواضعة في أناقتها ولم تبالي في الإبتذال في الشكل
إلاأنها محتشمة ومرتبه ، إستائة سوسن وقالت في نفسها : من هذه المرأة التي أرادت أن تشغلني عن عملي وفي هذه اللحظة ؟!
تقدمت سوسن خطوات لترد السلام ، قائلة لها : تفضلي أي خدمة ؟
أجابة المرأة أشكرك وأرجوالمعذرة إذ ىخرتك عن عملك ، ولكن هل تسمحين أن تعطي خبرللمديرة بأن أستأذنها للدخول عليها ؟
لم تعطي سوسن إهتمام للمرأة معللة إنها إمرأة غيرمهمة من شكلها المتواضع
فقالت لها : تفضلي أجلسي فالمديرة الآن مشغوله تستطيعي إنتظارها.
الشيئ الذي تعنية سوسن ان المرأة ستمل وتذهب هي من تلقاء نفسها ،وبالفعل وطال إنتظارالمرأة في الجلوس
حينها لم تتردد المرأة المتواضعة في الحديث مع سوسن عن مجريات العمل في المؤسسة وأن العمل يعتبرشيئ مهم للمرأة خصوصًا في عصرناالحالي
أستندت سوسن على الكرسي وكأنها واثقة من نفسها ، هزة رأسها بمعنى أنهاتشاركهاالحديث وهي لم تعيرها إهتمام كما يجب
وفي حين دخلت مديرة المؤسسة وهي أيضًا تتصفح الأوراق فنادت سوسن أين الأوراق التي طلبتها منكِ في الصباح ؟!
تقف سوسن فجأة ، أعذريني مازلت ابحث عنها يبدو أنها في مكتب غيرمكتبي . ولكن المديرة تطلب منها أن تكون موجودة بين يديها قبل الغد
تحدثت المرأة المنتظرة: كيف حال حضرة المديرة ؟
نظرت المديرة وفتحت عينيها وهي تصرخ اهلاااااااااً ، بإحتضان المرأة وكأنها أختها أو إحدى قريباتها
تعجبت سوسن مماترى ؟ ترى من هذه المرأة ؟ ولما كل هذا الإهتمام بها ؟!
وقفت المرأتان وهن يتبادلنّ أطراف الحديث بشوق . أخذ الفضول يدأب في نفس سوسن
فقالت عفوًا : إذا تسمحن لي أن أتشرف بمعرفة ضيقتنا ؟
ردت المديرة : آوو، نسيت أن أقدم لكِ صديقتي الناشطة والأستاذة هدى إنها إمرأة بارزة في المجتمع وشخصية لها إحترامهاوبالـتأكيد فهي غنية عن التعريف
دهشت سوسن مماتسمع ! وشعرت أنها بعالم آخرغيرعالمها ، أيعقل أن هذه الشخصية التي أمامي كما أسمع ؟!
دخلت المديرة مكتبها وهي تقدم المرأة أمامها متناسية تلك الاوراق المهمة ومرحبة بصديقتها
جلست سوسن على الكرسي وهي متوترة لتمسح وجهها المتعرق بكفيها
وهي تقول : كدت أخسروضيفتي بتصرفي هذا ، ولكن كيف لم تخبرني من هي كم كنت حمقاء ....
ـ يرن الهاتف فترفعه آلو : أهلاً ماجدة
ماجدة : سوسن أرغب بأن تشاركيني بشرب القهوة في مكتبي
سوسن : لقد جاء أتصالك في وقته
ماجدة : لما هل حدث شيئ ؟
سوسن : أطلبي القهوة الآن لأني آتية
تدخل سوسن مكتب ماجدة لتتبادلاأطراف الحديث وتخبرها بماحدث معها اليوم وعن مدى إحراجها مع المديرة
تضحك ماجدة ، وهي تقول : عزيزتي وهل شكل الإنسان يوحي لكِ أن كان صاحب منصب أم لأ
إحترام الآخرين لابد أن يكون نابع من داخل الإنسان ولانسعى أن نحترم الآخرين بمضمون أناقته
بالفعل أن الله تعالى يحب أن يظهرالعبد نعمته عليه ولكن هناك مبدأ بداخلنا نحن يحتم علينا إحترام الآخرين لأننا نحترم المبادي
وأن نزين انفسنا بالأخلاق
فعندما أنظرللآخرين بإستصغار هذا يعني أني متكبرة ، والتكبرلله وحدة ، كان هذا درس لكِ يجب أن تتعلمي منه
ـ تتنفس سوسن بعمق ، بالفعل كان درسًا محرج بالنسبة لي والحمدلله أن هذه المرأة لم تشتكي من تصرفي للمديرة خصوصًا أنها صديقتها
ماجدة : هذا يدل على أنها إنسانة واعية ومثقفة وصبورة حتى أنكِ لم تفكري بضيافتها ،
سوسن : أناأعتبرنفسي أخذت درس
بالفعل ففي كل يوم درس والحياة هي الجامعة ....
منقول