علوم ومعارف إنسانية
فلسفة الأعداد والأرقام ...
كيف نفهمها
إعداد نزار محمد شديد
فلسفة الأعداد والأرقام ... كيف نفهمها
الأرقام ما كانت مجرد كمية من الأعداد فحسب ، بل هي أصلا تعابير عن معان تمتد ، ورموز تتمدد حتى تجاوز السر الكبير " سر الصفر " .
أساس البناء هو الرقم واحد
وأساس الخلق هو الرقم صفر
إن القوة ، والإرادة ، والبداية تكمن في الرقم واحد .
بينما السر ، والانطلاقة ، والخلق يكمن في الصفر .
وهذه القاعدة تنطبق على كل شيء .
• والأرقام تلعب الدور الأكبر في حياة الإنسان وتسييرها بل إن نظام الخلق ككل كما تؤكده العلوم الباطنية يقوم على معادلات رقمية لا يتوصل إلى كشف سرها إلا من بلغ مرحلة الكمال الروحي ، وتفتح على قوة الخلق وأسرارها .
• الرقم أعلى مرتبة وأشد غموضا من الحرف ، إذ أن هذا الأخير هو تعبير صوتي ، وليس من العسير أن تنجلي معانيه مع الإحساس بالذبذبات التي يطلقها الصوت ، أما الرقم فذبذباته كامنة في باطن تكوينه يعصى على غير المتعمق إدراك اليسير منها . كما يخبرنا علم الأرقام بأن المصادفة لا وجود لها في الحياة ، فلقد خلق الله كل منا لهدف محدد ، ولكل منا مكانته في المخطط الكوني ، وليس بمقدورنا التغيير . كما أن علم الأرقام لا يقوم على إنجاز ديني ، أو تدخل باب علم الفلك والتنجيم ، أو الاعتقاد بوجود الخطأ ، أو أن يقوم بحل مشاكل الإنسان . ولكن مباديء هذا العلم ترشد إلى التوقيت الصحيح ، والأدلة المتوافرة التي تكمن في أولويات العلم المذكور ، وتوضح السبيل لتسهيل سيرة الحياة .
• كل شيء يقع ضمن نطاق الحواس له وزن وحجم ورائحة إلا الرقم فأبعاد مداركه تتمدد إلى مدار الكون وفضائه اللامتناهي . وتكبر الأعداد وتتعاظم حتى يظهر لنا الصفر ليس بنقطته ولا بمركز دائرته فحسب بل بأبعاد معانيه الأزلية .
فهو الاستمرارية ولا استمرارية من دونه :
وهو الرحم ولا وجود من دون وجوده :
منه يبتدىء كل شيء ..... هذا صحيح :
وفيه ينتهي كل شيء ..... وهذا صحيح أيضا :
هو أساس الخلق وشرارة الانطلاقة :
وهو السر الذي ترتكز عليه كل الأرقام ، وإليه تعود في النهاية لتتنامى وتعظم .
• في البدء كان الفراغ ، وكان العدم ! ثم جاء الإله الخالق ، ولفظ الكلمة ... فامتلأ كل فراغ ، وتحول كل عدم إلى كون ووجود ، إلى مخلوقات وإنسان .
عملية الخلق كانت منظمة على نظام متناه في الدقة تحكمها قوانين رياضية دقيقة ، فكل شيء مبني على العدد ، حتى الذرات التي تؤلف الكون ، عددها محدد مسبقا إن جرى تجاوزه آل الكون إلى دمار . ويمكن القول أن عملية الخلق لن تتم ثانية ، ما لم تتواجد ذات الأرقام والأعداد التي ألفت معادلة الخلق ...والأمر المتعارف عليه في العلوم الباطنية هو أن الذبذبات تتجسد ألوانا في عالم المادة . فلا وجود للذبذبات في هذا الكون من دون ألوان ! والأمر نفسه ينطبق على تلك الدقة المتناهية في النظام الإلهي التي تتجسد في هذا العالم المادي في أرقام وأعداد .... فلن يفهم هذا النظام دون أرقام تشير إليه ، ولن تدرك تلك الدقة دون أعداد محددة تعبر عنها . ومن هنا أصبح علم الأرقام ، علم النظام والدقة .
• فمثلا حين نقول : " في البدء كان الفراغ والعدم " فإن العقل البشري يصعب عليه استيعابها ما لم يرمز إليها برقم محدد ومعبر هو الصفر ! بهذا التعبير يسهل الإدراك .
أما إذا لجأنا إلى التعبير الرقمي كأن نقول " الإله واحد ، ازدوج في المادة ، وتثلث في الإنسان . لكن الثالوث يبقى كوحدة ، وإلى الوحدة عائد ! بهذا التعبير يسهل الاستيعاب ، بل تخيل عملية الخلق .
وعليه نستطيع تشبه الصفر بأنه الفراغ ورحم الوجود . والإله هو الواحد الأحد . أما الرقم إثنين فهو الأزدواجية ، وتتابعت بعده الأعداد ، وعليه يكون الصفر هو الذي يستوعب البداية ، لأن الرقم واحد هو البداية ، فلولا وجود الصفر لما كان الواحد .
أما الديانة المسيحية فتقول : إن الصفر هو التأهب للانطلاق ، بينما الواحد هو الانطلاق نفسه ، ولكي تكون الانطلاقة سليمة متزنة ، كان لابد للواحد أن ينطلق على أساس الثالوث ، وهكذا كان وكان نظام كل وجود يرتكز على الثالوث . فمثلا إذا أراد شخص القيام بعمل ما ، فإنه يفكر في ضرورة القيام بهذا العمل قبلا ، أي هو يزرع الفكرة في رحم عقله أولا ، ثم يخطط ويصمم لهذا العمل ثانيا ، ومن ثم يبدأ التنفيذ ، وهذه هي الخطوة الثالثة . وعليه فإن عملية الخلق لا تتم إلا بوجود الخالق ، أي الواحد وكذلك الصفر وبعد تتوالى بقية الأعداد ، ولكن الواحد يمكن أن يتواجد دون الصفر ، أما المصير النهائي فهو عودة الأرقام كافة إلى الواحد . فمثلا أنت تبدأ العد عادة من الرقم واحد ، وحين تصل إلى الرقم 9 أو 19 ، أي نهاية الدورة الرقمية فإنك تحتاج إلى الصفر لتكمل به الدورة العددية ، وتباشر دورة جديدة وإلا فإنك لن تستطيع إكمال العد ، أيضا والكلام من مفهوم المؤلف يقول : اتحدت الأقاليم زوجا زوجا مع بعضها البعض ، ثم اجتمعت الركائز الثلاث معا فظهر للثالوث 7 أساليب لوجوده ، أو الوحدة تجسدت في 7 وجوه فانبثق النظام الجديد الذي على أساسه يستمر الوجود بأكمله ، وهو نظام الرقم 7 ، أي نظامنا الشمسي هذا ، وبقي الرقم 7 هو الأساس ، ولكن العدد الكامل هو 9 ، فتم إضافة عنصران إلى مكونات الإنسان الباطنية ، وهي اثنان من مكونات الروح فصار على الإنسان بعد أن يتوصل إلى الاكتمال " الرقم 7 " أن يتابع سيره نحو الكمال " الرقم 9 " حيث تنتهي سيرة تقدمه فيعود إلى الصفر ثم ينطلق إلى مرحلة جديدة ونظام تطوري أسمى دون أن يتخلى عن الصفر ، بل سيحتويه دوما ، ليكتمل كليا به وبخيراته إلى أن ينتهي وجود الصفر عند اندماج الإنسان بقلب الواحد – بداية الانطلاقة الجديدة .
والرقم 3 يحوي الرقم 4 بالقوة لكن حين أراد الرقم 3 الانتقال إلى الرقم 4 حدثت تحولات كثيرة وتشعبات عديدة ، ونتيجة لذلك ظهرت الأرقام التي تلي الثلاثة بسرعة ، وتتابعت حتى توقفت عن الرقم " 7 " ، فكان الرقم 7 رقم كمال يلي الرقم 3 ، وما بين الثلاثة والسبعة من أرقام تعتبر أرقام ناقصة غير متزنة .
ويمكن تمثيل ذلك بما يحصل بالمنشور والنور الذي يعكسه . فالمنشور يحمل شكلا يضم المثلث " أي الرقم 3 " والمربع " أي الرقم 4 " أي هو الرقم 4 بالقوة الموجودة في الرقم 3 . فحين يمر النور من خلال المنشور يتفرع إلى 7 إشعاعات ، أو هو يتجسد في 7 ألوان . إذن الثلاثة بالفعل ، والتي تحوي الأربعة بالقوة تحولت إلى 7 مباشرة دون المرور ببقية الأرقام حسب نظام إلهي معين .
إذن الرقم 3 هو رقم التحول .
لقد تحولت الثلاثة إلى سبعة عبر أربعة أساليب من الاندماج بالإضافة إلى الرقم 3 نفسه .
1. وجود الرقم واحد وحده أعطى نتيجة معينة .
2. وجود الرقم 2 وحده أعطى نتيجة ثانية .
3. وجود الرقم 3 وحده أدى إلى نتيجة ثالثة .
4. تواجد الواحد مع الاثنين قدم نتيجة رابعة .
5. تواجد الاثنين مع الثلاثة أعطى نتيجة خامسة .
6. تواجد الواحد مع الثلاثة أوصل إلى نتيجة سادسة .
7. وتواجد الأرقام الثلاثة معا أدى إلى نتيجة سابعة .
والحصيلة النهائية هو الرقم سبعة .
ومثالا آخر من الألوان
الألوان الرئيسية هي ثلاثة : الأحــمر ، الأصــفر ، والأزرق .
هناك سبع نتائج أو ألوان تظهر من خلال هذه الألوان إما منفردة أو مجتمعة .
1. الأحــمر
2. الأصفــر
3. الأزرق
4. البرتقالي " أحمر + أصفر "
5. الأخضر " أصفر + أزرق "
6. البنفسجي " أحمر + أزرق "
7. النيلي " أحمر + أصفر + أزرق "
وهذه العملية تعرف في علم الرياضيات بطريقة " تكامل الأجزاء ....
كما تلاحظ أن بين الرقم 3 والرقم 7 ثلاثة أرقام أيضا ، أي الثلاثة تكرر نفسها أو تعكس نفسها لتكتمل بها ، حتى تصل إلى الرقم 7 رمز التكامل أو الاكتمال .
فالرقم 7 هو رمز التكامل الوجودي في كل ما يتعلق بالحياة وبالباطن . فالكواكب 7 ، واسلم الموسيقي 7 أنغام ، والألوان 7 ، وأجسام الإنسان الباطنية 7 ، ودرجات الوعي 7 ، وكذلك الطبقات التي تكون كل درجة 7 ، والغدد الصماء 7 ، والغدد الروحية ، والإشعاعات الروحية كلها تخضع لنظام الرقم 7 ....
لمحة مختصرة تقدم تعريفا للأرقام من خلال هذا المنطلق
• الرقم واحد : هو الوحدة الأولية لنظامنا الشمسي ، انبثقت تلك الفكرة من عقل بصير حكيم . فانطلقت لتساعد الوحدة نفسها على الوصول إلى الهدف المقرر .
• الرقم اثنين : يمثل الازدواجية ، أي هو نتيجة أولية لعمليات الخلق .
• الرقم ثلاثة : يمثل الوجود وبداية الخلق .
• الرقم أربعة : يمثل الارتكاز ، أو اكتمال القاعدة المادية .
• الرقم خمسة : يمثل المشاعر وكذلك الآلام .
• الرقم سـتــة : هو رمز الانتهاء وليس النهاية ، ويمثل الحكمة ، والتضحية .
• الرقم سـبـعة : يمثل التكامل والاكتمال .
• الرقم ثمانـية : يمثل الأبعاد غير المنظورة ، والآفاق البعيدة .
• الرقم تـسـعة : يمثل الكمال ، فهو يرمز إلى نهاية درب الإنسان .
• الــصــفــر : بعد انتهاء الرقم تسعة تستعين الأرقام بالصفر ، فبعد أن يصل العد إلى الرقم تسعة ، يتدخل الواحد والصفر بجانبه لأجل ابتداء دورة جديدة . وحين يصل إلى الرقم 19 يتدخل واحد ثان مع الصفر من أجل دورة جديدة أخرى ، وبهذا تستمر الأعداد إلى ما لا نهاية . فالصفر هو رمز الاستمرارية والخلود والغموض . وهو يأخذ نفس الدورة السابقة الذكر سواء استعمل لأهداف سالبة أو موجبة ... أي يمكن للصفر أن يكون الانتهاء أو الفراغ إذا ما أريد له ذلك . مثلما يمكن له أن يكون نهاية دورة وبداية أخرى إذا ما استعمل لأجل هذا الهدف .
ملاحظة : لابد من التوضيح هنا أن ثمة اعتبارين للصفر ، فالصفر الأولي – الذي أوجده الرقم واحد في بداية الخليقة – يختلف عن الصفر الذي يرافق الأرقام في نهاية كل دورة ، لأن الصفر الأول يعتبر بمثابة العدم والفراغ ، بينما الصفر الثاني هو استمرارية صعود ونمو ووعي ......
فهرس الأرقام
نستعرض في هذا الموضوع أشكال الأرقام التي اعتمدتها الشعوب القديمة ، وما زال بعض طلاب المعرفة الباطنية يعـتمدونها إلى يومنا هذا .....
• الصفر : يمثل بداية الانطلاقة الأولية ..... كذلك انطلاقة كل شيء .
• الواحد : الدرب المستقيم نحو الوحدة .
• الاثنين : الازدواجية التي توصل إلى الوعي .
• الأربعة : الاكتمال المادي – قاعدة الانطلاق .
• الخمسـة : الألم الذي يرتقي بالإنسان إلى وعي الروح .
• الستة : التذبذب نحو الحكمة .... أي المقارنة والتمييز اللذان يوصلان إلى حكمة العمل .
• السبـعة : الهرم – الكمــال الإنسـاني .
• الثمانية : الإنسان السائر على درب الألوهية نحو الكمال الروحي .
• التسـعة : الكـمـال الروحـي
|
منقول
_____