قال الله تعالى { لَقَدْ خَلَقْنَا الأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } (التين:4) وقال جل جلاله { صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ} (البقرة:138)
خلق الله تعالى الإنسان خلقا جميلا ،وخلق المرأة في حد ذاتها خلقا جميلا ، فهي في ذاتها جميلة سواء كانت بيضاء أو سوداء أو شقراء ذلك لأن مقياس الجمال في عين الإنسان نسبي أي ليس وفق مقاييس معينة كما قد يظن البعض ، فتارة تكون الرشيقة جميلة وتارة تكون المتوسطة جميلة ، والسمراء أجمل من البيضاء في أعيننا لكن الحقيقة أن الجميع جميلات .
إن الجمال لا يرتبط بسن محددة ،فالرضيعة جميلة ، والطفلة كذلك والشابة أيضا والشيخة جميلة ،هل مواد الزينة المستحدثة تزيد المرأة جمالا ، أم تزيدها فتنة ؟ فرق بين الأمرين ، فخلق الله تعالى كله جميل ، إن ما صنعه الإنسان من أصباغ وألوان أضافها إلى نفسه لا تزيده جمالا إنما تزيده فتنة وغواية فشتان ما بين الجمال والفتنة .لأن الجمال أمر وسط بين الفتنة والقبح.
الإنسان في نظر الإسلام مخلوق مركب فيه العقل والشهوة. غريزة الحيوان وروحانية الملاك. فليس روحا علويا سجن في جسد أرضي ولا هو جسد محض. وكيان مادي صرف. بل هو كيان روحي ومادي قال الله سبحانه وتعالى :{ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ} (صّ:71)
فالإسلام يعتبر العمل للحياتين ، وبجعل الدنيا مزرعة للآخرة.
قال الحق سبحانه وتعالى : ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَكُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (لأعراف: 31)
وقال أيضا ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَلِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ )(لأعراف: من الآية 32)
جمال القلب بالخوف , جمال العقل بالفكر جمال الروح بالشكر جمال اللسان بالصمت جمال الوجه بالعباده جمال النيه بترك الخواطر جمال الفؤاد بترالحسد جمال النفس بالمخالفه جمال السر بالعبر جمال الحال بالاستقامه جمال السير بالتسليم جمال الخدمه بالادب جمال الكلام بالصمت جمال الطريق بموافقة الشرع واخيرا جمال الكل بتوفيق الله .
ومعنى « إن الله جميل» أي حسن الأفعال، كامل الصفات، وأما الجمال فمعناه الحسن الكثير والكمال في التناسق في عالم الخلق.فهذا الوصف إذا يحبه الله تعالى أي يريده ويرضاه، ومن ثم كان لابد للمسلم أن يتحقق به في كل أموره وشؤونه، بدءا من أعماله وأخلاقه التي هي جوهره وحقيقته، وانتهاء بآخر شيء وأدقه في مظهره وسمته.إن الجمال قيمة عظيمة في الإسلام، يجلي ذلك كثرة تنبيه القرآن الكريم على مواطن الجمال في مخلوقات الله ومكوناتها، ففي السماءجمال(ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين) وفيما على الأرض زينة وجمال( إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عمل )
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم