الروحانيات بين الإسلام والمسيحية :
هناك من يدعي .. أن النصرانية تشبع العطش الروحاني ... بينما يدعي البعض أيضًا أن الإسلام لا يشبع العطش الروحاني إذ أنه مؤلف من مجموعة من الأوامر والنواهي والشرائع ... ولا ضمان فيه للأبدية ... عكس النصرانية فلا فيها أوامر ولا نواهي ومع ذلك فيها ضمان للأبدية لأن الله يحبنا على حسب قول رشيد !!!
وهنا نعطي مثالًا لكل ذي عقل رشيد :
هناك نموذجين للآباء ...
أب يوجه أولاده :
لا تلعب بأعواد الثقاب ... لا تنظر من النافذة وأنت واقف ... أدخل يدك من زجاج السيارة حتى لا يصيبك مكروه ... طبعًا كلام الأب لمصلحة أولاده .... ولكن ليست نفسية الأولاد واحدة ولا طبائعهم ومدى تقبلهم للنصح واحد .... فقد يستجيب بعضهم ... ولا يستجيب الآخر ... فماذا يفعل الأب ...؟
يعاقب الإبن الذي لا يسمع الكلام حتى لا يقدم على فعلته مرة أخرى ويجازي من أطاع الأموار لتحفيز العاصي على الطاعة .... فيصبح أبناءه طيبين خلوقين محافظ عليهم شيئًا فشيئًا ... فإن تعودوا على فعل الطاعة لأجل حافز ما ... فإنهم قد يفعلون الطاعة فيما بعد لحبهم في الطاعة نفسها مع حبهم للحافز ... وما أجملها من تربية للنفس من أب خبير !
وهناك نموذجًا آخر للأب :
فهو يقول لأبنه افعل ولا تفعل .... ثم يتركه يفعل ما يحلو له ولا يتدخل فيما يفعل ابنه حتى وإن كان ما يفعله ابنه قد يهلكه .... فيصبح ابنه نموذجًا للإبن المستهتر العاق الذي اعتاد أن يفعل ما يحلو له ... الضار لنفسه ولمن حوله ,,,
فأي النموذجين أكثر حبًا لأبناؤه ...؟
بالطبع النموذج الأول الذي وضع ضوابط يقيم بها سلوك أبناؤه ويحافظ عليهم ...
عندما يأمر الله عز وجل الإنسان ألا يكذب ... ولا يسرق ... ولا يعق والديه ... ولا يزني ... ويرحم الصغير ويوقر الكبير ... ويغرس الغرس ليأكل منه الطير وألا يعذب الحيوان أو يمثل به ...... فهناك من الناس من تكون فطرته سليمة فيفعل الكثير من هذه التعليمات ويطبقها ... وهناك من هو نفسه مريضة وعزيتمه ضعيفة فلا يقوى على أن يبتعد عن المعاصي ... ولأن الله يحبنا ... فقد جعل الثواب لكي يحفز هذا النموذج ضعيف العزيمة والفطرة على فعل الصالح ... وجعل العقاب حتى يحذر الإنسان مما قد يؤدي إلا هلاكه ... وما من شئ حرمه الله عز وجل إلا وله أضرار بالغة تهلكه .. كالخمر والقتل والزنا وعقوق الوالدين ونشر الفساد في الأرض .... فيصبح في النهاية المجتمع ككل مجتمعًا منبطًا إذا نفذت هذه الأوامر والنواهي بشكل سليم ... ومن نفذ فله الثواب ومن لم ينفذ فله العقاب ... لأن المفسد وإن كان واحدًا فقد يفسد فيما بعد مجتمعًا بأكمله ويؤدي لهلاكه ... أما المصلح فقد يحفز الآخرين على الصلاح ويشجعهم فيكون مجتمعًا جميلًا طيبًا ينعم فيه المرء بالأمان والسعادة ... كذلك فإن النواهي والأوامر تدعونا للتفكر والتعقل ومحاولة فهم الحكمة التي دعانا الله عز وجل لهذه النواهي والأوامر لفهمها .... فقد اكتشفت أضرار الخمر الذي حرمه الله في العصر الحديث ... واكتشف أن أغلب الأمراض القاتلة بسبب الدم ... الذي حرم الله أكله .... واكتشف أن الزنى يؤدي إلى أمراض قاتلة كالإيدز .... وغيره وغيره ... فهل نشكر الله أن حرم علينا ما يضرنا أم نقنط ....؟
أما في النصرانية فلا ضوابط ... فما فائدة الأوامر والنواهي إذا كان هناك من لا ينفذ وهو يعلم تمامًا أنه يضمن الأبدية ؟!
فسيسرق من يسرق ... ويقتل من يقتل ... ويظلم من يظلم ... ويزني من يزني .... ويفسد من يفسد ... ولا ضابط ولا رابط ... فكله ضامن أبديته ... إذ أنه لا مانع أن يهلك ما في الأرض جميعًا نتيجة زيادة الفساد ... فهل هذه هي المحبة التي يدعيها النصارى أنها موجودة في خطة الخلاص لنوال الأبدية ؟؟!!!
سبحان الله .... وإلا لماذا خلقنا الله ... هل لنعمر الأرض أم لنفسدها ؟؟؟!!!
يتبع بإذن الله "الروحانيات بين الإسلام والنصرانية" ...