أذا أردت أن تكون فى معية الله الخاصة... وأن تنال كل خير ...تفضل مشكورا !!!!
أذا أردت أن تكون فى معية الله الخاصة... وأن تنال كل خير ...تفضل مشكورا !!!!
الخير كله في ذكر الله
الشيخ محمد ابوجليل الهدار
الخير كله في ذكر الله
الحمد لله الحنان المنان ، المذكور بكل لسان ، وصلاة الله وسلامه على سيد ولد عدنان نبينا محمد صاحب الحجة والبرهان ، وبعد ....
إن لذكر الله سبحانه وتعالى نصيب وافر في الكتاب والسنة ، فكم من آيات وأحاديث ورد فيها الحث على ذكر الله ، وبيان فضله ، وأنواعه وأعداده وأوقاته ، قال تعالى : " يأيها الدين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا " ، وقال عز من قائل " فاذكروني أذكركم " وقال الكبير المتعال " إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الدين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم " ، وروى مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " سبق المفردون ، قالوا : وما المفردون يا رسول الله ؟ قال : الذاكرون الله كثيرا والذاكرات " . وجاء في صحيح البخاري قوله صلى الله عليه وسلم " مثل الذي يذكر ربه والدي لا يذكر ربه مثل الحي والميت " وروى أحمد والترمذي والحاكم وقال صحيح الإسناد ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ألا أنبئكم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق - أي الفضة ـ وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال ذكر الله " .
هذا ويعد ذكر الله أعظم زاجرا لعبد عن المعاصي والفواحش ، إذا أداه بضوابطه ، مع مراعاة معانيه العامة والخاصة ، بعد تأدية الفرائض والأركان العملية ، والتي من أهمها الصلاة في أوقاتها ، قال تعالى "عن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا " ، وقال سبحانه عنها " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " ثم قال عز من قائل " ولذكر الله أكبر " ومن المعاني التي ذكرها كثير من المفسرين لقوله تعالى " ولذكر الله أكبر " إن ذكر الله على الدوام أكبر في النهي عن الفحشاء والمنكر من الصلاة ، لأنها في بعض الأوقات دون بعض ، ذكر دلك ابن الجزري وأشار إليه القرطبي وغيره ، ورحم الله الجميع .
والذكر كما عرفه العلماء : هو ما جرى على اللسان والقلب من تسبيح الله تعالى وتنزيهه وحمده والثناء عليه ووصفه بصفات الكمال ونعوت الجلال والجمال " والذكر يكون مطلقا ويكون مقيدا ويدخل فيه الصلاة وتلاوة القرآن وتعليمه وتعلمه ن ويدخل فيه تعلم العلوم النافعة عموما وتعليمها ، ويدخل فيه التسبيح والتهليل والتكبير والتحميد ، والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ، والاستغفار والدعاء ، وكل طاعة لله سبحانه وتعالى تعتبر ذكر الله ، قال سعيد بن الجبير رحمه الله " كل عامل لله بطاعة فهو ذاكر لله " .
قلت : فعلى كل مدرس ومدرسة وطبيب وطبيبة ، وكل موظف وموظفة ن وكل منتج ومنتجة ، على هؤلاء جميعا وغيرهم ، أن يتقنوا أعمالهم بإخلاص ، مراعين أن الله مطلع عليهم ولا تخفى عليه خافية ، وهذا هو مقام الإحسان ، الذي عرفه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله " إن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك " فمراقبة الله تعالى في السر والعلن ، تعتبر من أعلى وأغلى وأثمن أنواع الذكر ، وبالحرص على دالك يعم الخير كل المجتمع ، وتنتهي الفوضى والغش والخيانة والسرقة ، وجميع السلبيات التي تسبب في تأخره وعدم ازدهاره ، فلم تعد تجد مثلا مدرسة أو مدرسا يبخل على طلابه بالشرح الواضح الصحيح من أجل اضطرارهم للدروس الخصوصية ، ولم تعد تجد مثلا طبيبة أو طبيبا يبخل على مرضاه بالتشخيص السليم من أجل إضرارهم إلى العيادات التخصصية , وهلم جرا .
أيها الأفاضل هذا فيما يخص ذكر الله عموما، وينبغي مراعاته مع الأذكار الخاصة المتعلقة بالتسبيح والتكبير والتهليل ، الخ ... وليعلم كذلك أن ذكر الله عز وجل بعمومه وخصوصه ، يعد حصنا حصينا للعبد من شيطانه ، الذي يجري منه مجرى الدم في العروق ، كما جاء في الحديث الصحيح ، بل إن الله سبحانه قال في كتابه العزيز " ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهوا له قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون " ، ومعنى الآية : ومن يتعامى ويتغافل عن ذكر الله نجل له شيطانا ملازما له ويمنعه من ذكر الله . وهذا والله حرمان ما بعده حرمان وخسران ما بعده خسران ، نسأل الله السلامة والعافية .
كما أن ذكر الله يعد حصنا حصينا للإنسان من نفسه التي بين جنبيه ، تلك النفس الأمارة بالسوء فبذكر الله يكون الإنسان بعيدا عما قد تمليه النفس من سوء كالغيبة والنميمة والكذب وتزيين أخد الرشوة والسرقة من المال العام ، كسرقة خطوط الكهرباء مثلا ، والسرقة من الدوام الرسمي للعمل ، أو تدعو إلى التلفظ بالفاحش من الكلام ، واللغو الباطل ، وذكر الله سبحانه يعد أيضا حصنا حصينا للعبد من عذاب الله يوم القيامة ، روى أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ما عمل آدمي عملا قط أنجى له من عذاب الله ، من ذكر الله عز وجل " ، كما أن ذكر الله سبحانه يعد سببا لنيل شرف معية الله سبحانه الخاصة ، بعد المعية العامة ، فالله جل ذكره مع مخلوقاته عموما بعلمه وإحاطته ، والمعية الخاصة هذه للمؤمنين الذاكرين الله كثيرا ، فهو معهم بحفظه لهم وهو معهم بتوفيقه لهم ، وهو معهم بتأييده ونصره لهم ، وهو معهم سبحانه بتمكينهم من العلوم النافعة ، وإمدادهم بالخيرات العاجلة والآجله , روى البخاري ومسلم في الحديث القدسي " أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني " ، الحديث ... فأعظم بها من معية ، لا تعادلها مزية
إذا العناية لاحظتك عيونها فنم فالمخاوف كلهن أمان
كما أن ذكر الله سبحانه وتعالى ، يعد من أقوى أسباب طمأنينة القلب ، وما أحوجنا إليها في هذا الزمان ، الذي كثرت فيه المشاغل الملهية للقلوب ، والمطغية أحيانا والعياذ بالله ، وخير دليل على أن ذكر الله سبحانه سببا لطمأنينة القلوب ، قوله عز من قائل " الدين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب "، قال أحد العلماء " ذكر الله سبحانه من أعظم القربان بل هو طب القلوب ودواؤها وعافية الأبدان وشفاؤها ونور الأبصار وضياؤها به تطمئن القلوب وتنفرج الكروب وتغفر الخطايا والذنوب " . فعليكم بذكر الله بمعناه الخاص والعام ؛ لأنه خير كله في الدنيا والآخرة ، روى أحمد والطبراني أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي المجاهدين أعظم أجرا ؟ قال : أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا ، ثم ذكر الصلاة والزكاة والحج والصدقة ، كل ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرا ، قال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما : يا أبا حفص .. ذهب الذاكرون بكل خير ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أجل " ،، نسأل الله أن يجعلنا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات ، والحمد لله أولا وآخر ..
منقول للفائدة