الكهان والسحرة و أسرأرهم
مدخل التدين:
يظهر بعض السحرة أمام الناس بمظهر الصلاح والزهد، وفي خلواتهم يتقربون للشياطين بطقوس ( يضاف صورة + مقطع للتقرب لحجر لشخص أفريقي يوجد بالعروض ) وطلاسم( صورة الساحر وهو يجلس يطيب صنم ) يلبسونها ويذبحون للشياطين (صورة وهو يحمل بعض جلود الذبائح على عنقه )، ويتقربون لأوثانهم ليتم لهم ما يريدون من صرف وعطف وإفساد يكتبونها في طلاسم وحروز وعقد، يخفونها في أماكن بعيدة عن الناس كأن يرمونها في البحر أو يدفنونها في القبور المهجورة (عرض لإخراج بعض أعمال السحر من القبور والبئر )، وطريقتهم في ذلك في دخولهم في السحر عن طريق العبادة والتدين، وغالبا ما تكون هذه عن طريق أهل البدع والطرق، فتكون بطريقة الخلوة أو في مكان مظلم أو في غار (صورة + مقطع للغار) أو في صحراء، ويقوم بذكر معين وأشياء من الأذكار يأمره شيخه أن يذكرها ويكون في هذا المكان أكله وشرابه وقضاء حاجته ويطلب منه مثلا أن يقرأ سورة الكوثر مئة وخمسين ألف مرة من شروق الشمس إلى غروبها، فيعتذر لشيخه بعدم قدرته فيأمره شيخه أن يقرأ سورة الكوثر فإذا جاء عند الكاف والواو أن يقول (كَو، كَو، كَو...) يكررها كثيرا، وتحسب كل (كو) سورة كاملة، ويظن هذا المريد أن فعله من التعبد والذكر لله جل وعلا وتلاوة كلامه وما علم أن هذا من التلاعب بكلام الله واحتقاره، وإدخالٌ في كلام الله ما ليس منه كالقلب والإضافة مثل: بسم الله (هلمسب هلل)، أو إدخال شيء من القرآن والزيادة فيه مثل كو كو كو في سورة (إنا أعطيناك الكوثر)، والله جل وعلا قال لبني إسرائيل حين أمرهم أن يدخلوا قرية (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ) فإذا كان الله جلا وعلا أمرهم أن يقولوا (حطة) فقالوا (حنطة) فقال الله عنهم (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ) لأنهم أضافوا نقطة فما ظنك بمن يدخل (كو) وغيرها من الكلمات والاستغاثات بالشياطين ويدخلها في كلام الله جل وعلا وأمثال ذلك كثير. عند ذلك يقول له شيخه عند القراءة سيأتيك خادم السورة الروحاني فلا تخف منه وسيأتيك على صورة وحش عظيم قد تلاحظه يأكل شخصا أو يمزقه.
ومن باب خداعه وطمئنته يأمره أن يقول بسم الله لكن يقولها بالمقلوب (هلمسب هلل) عند ذلك يصغر الوحش حتى يتضائل فيقول يا ولي الله أنا خادمك ارفع رأسك إلى السماء وانظر إلى هذا النور فإن الرقم الذي تشاهده (الطلسم) هو اسم الله الأعظم، اكتبه فيما تريد فسيشفي لك المريض ويجلب لك الحبيب ويرد لك الغائب.
ويكون في جلسته في ذلك المكان المظلم مع صيامه وتقربه بالبخور وتركه للجمع والجماعات وبقائه في ذلك المكان، عند ذلك يبدأ بطريقة العلاج في بادئ الأمر عند طريق ما يسمى بالخيرة، وطريقتها أن يأخذ اسم الرجل واسم أمه ثم ينام فيرى في منامه علاجا أو حلا لمشكلة الشخص، وتفسير هذه القضية أن الجن تأتيه في المنام فتخبره عن المشكلة التي لديه و حلها فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول (الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان)، وهذا دليل على أن الشياطين تأتي في المنام إلى أوليائها وهذه هي المرحلة الأولى.
المرحلة الثانية:
تبدأ الشياطين في التدرج معه فلا يحتاج إلى موضوع الخيرة، إنما بمجرد أن يعرف اسم الشخص واسم أمه أو شيء من أثره فتخاطبه الشياطين عن طريق الإيحاء فيقع في قلبه أو يسمع هاتفا في أذنه، وهذه تعد المرحلة الثانية، بعد ذلك وبعد أن ينتشر أمره ويعرف بين عامة الناس بأنه ولي من أولياء الله، فتدفع له النذور وتجلب له الأموال يكاشفونه بالحقيقة فيذكرون له أننا لسنا بخدم للسور ولسنا بروحانيين أو ملائكة نورانيين، بل نحن شياطين ولابد أن تُقرب لنا شيئا من القرابين، فلا يستطيع أن يعود بعد أن تنكشف له الحقيقة وتتجلى له الأمور أن هذه ليست ولاية وليسوا خدما للقرآن، فلا يستطيع أن يعود لأن الجن تهدده وتؤذيه وقد خدعه شيخه حينما دخل في الخلوة عندما أوصاه أن لا يخاف من تلك الوحوش المخيفة والدواب العظيمة، وكان المقصود من ذلك أن يراها وفي الحقيقة إنما هي الشياطين، فهو لا يستطيع أن يعود أو يتنصل عن الأمر لأنه رأى بأم عينه تلك الوحوش المفزعة فسوف تعاقبه أو تمزقه ولذلك قليلا من تراه يتوب من أولئك السحرة، ولذلك قرر كثير من أهل العلم عدم قبول توبة الساحر وأنه لابد من إقامة الحد عليه وتوبته بينه وبين الله، ثم بعد ذلك تطلب منه الجن أمور وهذه الطلبات واقعة وقفت على الكثير منها بالمناقشة والتحقيق مع بعض السحرة المقبوض عليهم ومن تلك الطلبات:
البول على المصحف والعياذ بالله ورميه في دورات المياه وتلطيخه بالقاذورات والنجاسات، ولا يتسع المقام لما شاهدته ووقفت عليه من امتهانهم للقرآن بالنجاسات. لبس المصحف في الأقدام على شكل نعلين أو الجلوس على المصحف. فعل الفواحش بالمحارم. الذبح للجن. ترك الفرائض من الصيام والصلاة وأمر من يأتي إليه بتركها. سب الرسول صلى الله عليه وسلم والذات الإلهية والعياذ بالله.
وهذه الحقيقة عند من يزعمون بأنهم أولياء ولديهم خدم ممن يسمون بالروحانيين، إنما هذه هي شياطين تتنزل عليهم والله جل وعلا يقول (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ) - سورة الشعراء، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية (فالشياطين تتنزل على من يحصل مقصودها بتنزلها عليه، وهو المناسب لها بالكذب والفجور، كالأسود العنسي وكان معه شيطان (سحيق ومحيق) وأمثال الحارث الدمشقي ومكحول الحلبي وبابا الرومي لعنة الله عليهم وغير هؤلاء كانت معهم شياطين كما مع السحرة والكهان ا.هـ)
لقد أطلت الكلام في هذا الجانب لحساسيته وانخداع الناس به، ومن عجائب ما وقفت عليه من الدخول في السحر عن طريق التدين، وهي أنها نفس الطريقة التي يدخل فيها السحرة من غير المسلمين فهي نفس الطريقة التي يدخلون فيها السحر من يزعمون أنهم أولياء للرحمن وحقيقتهم أنهم أولياء للشيطان فالكفر ملة واحدة والسحر كذلك فالقاسم المشترك هو التقرب للشيطان والكفر بالرحمن وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه دراء تعارض العقل والنقل واصفا حالهم (وأنواعا من العبادات والزهادات والرباطات ومقاومة الشهوات والعادات ثم آخر أمرهم الشك في الرحمن وعبادة الطاغوت والشيطان).
السحر بالمخالطة والتلبس:
أولا - الدخول في السحر وتكون بداياته عن طريق التعامل مع الجن وهي على طرق عده أولهاعن طريق مرض كأن يكون تلبست به الجن أو به سحر تتلاعب به الشياطين، وتطلب منه القيام بعلاج المحتاجين، أوبمن يقومون بالرقية الشرعية وعلاج الناس بالقرآن ثم يبدأ بالتوسع في مخاطبة الجن، وقد توهمه الجن بأنها قد أسلمت على يديه ثم تعرض خدماتها عليه بأن تقوم بمساعدته عن طريق العلاج، وهذه مسألة شائكة ضل فيها من ضل وزل فيها كثير من القراء الذين كانوا يعرفون بعقيدة أهل السنة والجماعة، وما سبب ذلك إلا توسعهم في مخاطبة الجن والتدرج معهم حتى يسقطوا في المحرمات ومن ثم في الشرك، ومن أمثلة ذلك أنه يصاب بعض الأشخاص بعوارض وتلبس من الجن وأذى، فينطق الجن على لسان الأنسي (إنني لن أخرج حتى تذهبوا بي إلى الراقي الفلاني)، ومقصوده من ذلك هو فتنة الراقي وتعليق الناس به من دون الله ثم تفتح عليه الدنيا ويتوجه إليه الناس، تبدأ الجن بالتدرج معه حتى تسقطه في شباكها. (كلام شيخ الإسلام عن التعامل مع الجان) و (كلام علي ياسين)
ثانيا – تلبس الجن بمن يسكنون في الفلوات حيث أنهم أكثر الناس تعرضا للجان، مثل أهل الإبل ومخالطتهم لإبلهم فهي أماكن تجمع الشياطين، فقد صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال (على ذروة كل بعير شيطان) ، وكذلك أهل البحر والصيادين، فالله يقول في كتابه: (فالشياطين كل بناء وغواص)، فالجن تتلاعب بهؤلاء وتستغل جهلهم وغلظتهم لاستخدامهم لمعالجة الناس، حيث ينتشر بين الحين والأخرى خروج معالجين يدعون الرقيا وهم من أجهل الناس يعالجون الناس بعلاجات منكرة محرمة لا يقيم الواحد منهم سورة الفاتحة، وإذا سألته عن سبب علاجه يقصون عليك من القصص ما فيه من العجائب والغرائب، ومن أمثلة هؤلاء الذين استغلهم الشيطان وعشش في رحالهم ليعلق الناس به من دون الله جل وعلا، شخص يقول: (إنه في أحد الأيام عند كسوف الشمس أغمي علي ورأيت كأني في مكان بعيد جاءني أشخاص وقالوا إنك رجل طيب فعالج الناس، ضع يدك على رأس المريض وقل يا شافِ أشفه، وإذا عجزت عن شيء أو استعصى عليك أمر فنادنا وقل يا طيبين، يا طيبين، احضروا، فجربت هذه الطريقة فبرأ أناس كثيرون وبدأت بالعلاج وبعدها إذا استعصى علي بعض الأمور أناديهم يا طيبين يا طيبين فيحضرون وطلبوا مني بعد مدة أن أضع لهم بخورا عند مناداتهم) هذه صفة لطريقة استدراج الجن لهذا الشخص، وغيره شخص جاءني رجل مبلغا عن شخص يعالج في الصحراء وأنه أعطاه حجابا يقول لي أنه أمره بأن يحمله، كان ذلك بعد محاضرة ألقيتها ففتحت ذلك الحجاب الملفوف فإذا فيه قد كتبت المعوذتان والفاتحة فقال لي كيف تقول عن الذين يعطون الحجب والتمائم أنهم يكتبون فيها بعض الطلاسم أو الرموز احتقارا لكلام الله، فأطلت النظر كثيرا ثم أمسكته على حدة وسألته أين أمرك أن تضع هذا الحجاب، تغير وجهه، ثم قلت له أصدقني فإن عندي ثوابت لا يمكن أن تختل فأنا أعرف أولئك السحرة والكهان أكثر منك، فقال لي بصراحة، أمرني أن أضعها في دبري إذا أردت النوم - لن أعلق كثيرا- لكن ذلك الرجل الذي يزعم أنه يعالج الناس يسكن في صحراء، ومن أمثال هذا شخص خرج في عام 1980م في الكويت كما ذكرت بعض الصحف، يدعى (عودا) يستقبل المرضى في الصحراء، ويعالجهم بقضبان الحديد بإدخال قضيب الحديد من جهة، ويخرج من الجهة الأخرى ويضرب المرضى.