السلام عليكم ورحمة الله حياكم الله ونحبكم في الله
هده من أهم القواعد التي تعلمتها في حياتي ،مصداقا لقوله عليه الصلاة والسلام ، ( إنمابعتتم ميسرين ولم تبعتوا معسرين )
ولعل قصة الرسول الأكرم والأعربي فيها مخزى لنا معاشر المريدين الصادقين أن رجلاً أعرابياً دخل المسجد فبال في طائفة المسجد، فزجره الناس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تزرموه)، ورواه أيضاً البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال -لما هموا به قال-: (لا تزرموه) ونهاهم أن يتعرضوه وقال: (إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين)، فلما فرغ الأعرابي من بوله، أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يصب على بوله سجل من ماء، يعني: دلو من ماء، واكتفى بذلك، فدل ذلك على فوائد: منها: الرفق بالجاهل وعدم العجلة عليه، وأن المسلمين بعثوا ميسرين لا معسرين، وأن الرفق بالجاهل من التيسير، وأن الشدة عليه من التعسير. وفيه من الفوائد: أن الماء يزيل النجاسة بمجرد إراقته على النجاسة إذا كانت لا جسم لها، ليس لها جسم، فالماء إذا أريق عليها وهو أكثر منها كفى، كالدلو على بول الأعرابي كفت، وأنه لا حاجة إلى أن يُحجَّر على ذلك أو إلى أن ينقل التراب، بل يكفي صب الماء عليه ويطهر بذلك. ومن فوائد ذلك: أن المفسدة الكبرى تدفع باليسرى، وأن المصلحة العظمى تحصل ولو فاتت الدنيا، كما سأل عنها السائل، ووجه ذلك أنهم لو ألزموه بالكف عن ذلك لربما تطاير من بوله قِطعٌ في أماكن كثيرة وربما نجس نفسه ونجس بدنه وثيابه وبدنه، وربما نفر من الإسلام وكره الدخول في الإسلام، هذه مفاسد كبيرة، وكونه يكمل بوله ثم يصب عليه الماء أسهل، كونه يكمل البول ثم يصب عليه الماء ويعلم بالرفق هذا أنفع وأسهل، أقل نجاسة وأقل ضرراً وأقرب إلى تأليف قلبه وإلى محبته لإخوانه المسلمين وإلى دخوله في الإسلام ورغبته في الإسلام، فصارت المفسدة العظمى هي ما يحصل بالشدة عليه والعنف عليه هذا كان ينفره من البقاء في الإسلام ومحبة المسلمين، وهكذا يترتب على ذلك مفسدة من جهة تشتت النجاسة في المحل وكثرتها وتمددها، وكذلك ما قد يصيبه هو في نفسه أو في ثيابه من النجاسة فاتضح أن المصلحة العظمى في عدم تنفيره وتأليفه وفي تقليل النجاسة مقدمة على المصلحة الدنيا وهي في الاستعجال في كفه عن البول ومنعه من البول، وكذلك المسألة العظمى التي تترتب على الشدة عليه من تنفيره من الإسلام وتنفيره من إخوانه المسلمين تعدد النجاسة هذه مفسدة عظمى تركت بارتكاب الدنيا وهي تركه يكمل بوله، هذه مفسدة صغرى، تركت وارتكبت لأن ذلك أسهل من العنف عليه والشدة عليه كما تقدم
ولربما من هده القصة لنا أكتر من فائدة ومغزى فلمادا ،نصعب الأمور علي بعضنا البعض ،والرسول الأكرم يقول إن مع العسر يسريين ،ولله الأمر من قبل ومن بعد ،