السلام عليكم ورحمة الله حياكم الله ونحبكم في الله
يحكي في قديم الزمان أنه كانت هناك قبيلة تعرف بإسم بني عرافة ،وسميت بدلك الإسم نسبة إلي أن أفراد تلك القبيلة يتميزون بالمعرفة والعلم والذكاء الحاد
وبرز من هده القبيلة رجل حكيم كبير يشع وجهه من نور العلم وكان لدي هدا الشيخ تلاتة أبناء ،سماهم جميعا بنفس الإسم ،ألا وهو عبد الله لحكمة لا يعلمها إلا الله تم هدا الشيخ الحكيم ،ومرت الأيام وجاء أجل هدا الشيخ وتوفي وكان قد كتب وصية تركها ،لأبنائه وجاء فيها
(عبد الله يرت،وعبدالله لايرت ،عبدالله يرت) وبعد قراءة الأبناء لوصية والدهم لم يعرفوا من هو الدي لا يرت منهم ،ووقعوا في حيرة من أمرهم ،وبعد المشورة والسؤال قيل لهم أن يدهبوا إلي قاضي عرف عنه الذكاء والحكمة وكان يعيش في قرية بعيدة فقرروا الدهاب إليه ،وفي الطريق وجدوا رجلا يبحت عن شيء ما فقال لهم الرجل هل رأيتم جملا
فقال عبد الله الأول هل هو أعور ،قال نعم
فقال عبد الله التاني هل هو أقطب الذيل،قال نعم
فقال عبد الله التالت هل هو أعرج فقال الرجل نعم ،ففرح الرجل لأنهم وصفوا الجمل وصفا دقيقا ،ظانا منهم أنهم رأو الجمل ،فقال هل رأيتموه ،قالوا لا لم نره ،فتفاجأ الرجل كيف لم يروه وقد وصفوه له ،فقال لهم الرجل أنتم سرقتموه، وإلا فكيف عرفتم أوصافه ،قالوا لا والله لم نسرقه ،فقال الرجل سأشتكيكم للقاضي قالوا نحن داهبون إليه فتعالي معنا ،
فدهبوا جميعا للقاضي،فلما وصلوا عند القاضي وشرح كل قضيته ،قال إدهبوا وارتاحوا ،من عناء السفر الطويل ،
وأمر القاضي خادمه أن تقدم لهم وليمة غداء وأمر خادما أن يراقبهم أتناء الغداء ،
وفي أتناء الغداء قال عبد الله الأول ،إن المرأة التي أعدت الغداء حامل
وقال عبد الله التاني إن هدا اللحم لحم كلب وليس لحم ماعز
وقال عبد الله التالت إن القاضي إبن زنا
وكان الخادم الدي كلف بالمراقبة قد سمع كل شيء مما دار بين العبادلة التلاتة وفي اليوم التالي سأل القاضي الخادم عن الدي حدت أتناء مراقبة الخادم للأبناء التلاتة وصاحب الجمل ،فقال الخادم إن أحدهم قال أن المرأة التي أعدت الغداء حامل ،فدهب القاضي إلي تلك المرأة وسألها هل أنتي حامل وبعد إنكار طويل وإصرار من القاضي إعترفت المرأة بأنها حامل ،فتفاجئا القاضي كيف عرفوا أنها حامل وهم لم يروها أبدا ،
فرجع القاضي إلي الخادم فقال مادا قال الأخر ،فقال الخادم قال التاني إن اللحم الدي أكلوه لحم كلب وليس لحم ماعز ،فدهب القاضي إلي الرجل الدي كلف بالذبح فقال ما دبحت البارحة ،فقال الذابح أنه ذبح ماعز ،فعرف القاضي أن الجزار يكدب ،فأصر عليه أن يقر بالحقيقة حتي أعترف أنه ذبح لهم كلب لأنه لم يجد ما يدبحه من أغنام أو ما شابه ،فاستغرب القاضي كيف عرف العبادلة أن اللحم الدي أكلوه لحم كلب مع أنهم لم يروا الذبيحة ،إلا علي الغداء
وبعد دلك رجع القاضي وفي رأسه عدة تساؤلات وسأل الخادم إدا قال العبادلة شيء أخر ،فقال الخادم لا لم يقولوا شيئا ،فشك القاضي مما قال الخادم لأنه رأي عليه علامات الإرتباك ،وقد بدت واضحة المعالم علي وجه الخادم ،فأصر القاضي علي الخادم بعد عناد طويل ،فقال له الخادم إن عبد الله التالت قال أنك إبن زنا فانهار القاضي وبعد تفكير طويل قرر أن يدهب إلي أمه ليسألها،عن والده الحقيقي ،فتفاجأت الأم من سؤال إبنها ،فقالت أبوك هو انت الدي تحمل إسمه الأن ،إلا أن القاضي كان شديد الذكاء وكرر السؤال ،إلا أن الأم لم تغير إجابتها وبعد بكاء طويل من الطرفين وإصرار أكبر من القاضي في سبيل معرفة الحقيقة خضعت الأم لرغبات إبنها واعترفت له أنه إبن رجل قد زنا بها من قبل ،فصدم القاضي كيف يكون إبن زنا ،وكيف لم يعرف والسؤال الأهم كيف عرف العبادلة بدلك ،
وبعد دلك جمع القاضي العبادلة التلاتة وصاحب الجمل لينظر في قضيتهم جميعا ،
فسأل القاضي عبد الله الأول ،كيف عرفت أن الجمل أعور ، قال لأن الجمل الأعور يأكل من جانب العين التي يري بها ،ولا يأكل الأكل الدي وضع له في الجانب الدي لا يراه ،وأنا قد رأيت المكان الدي ضاع فيه الجمل أتار مكان أكل الجمل فاستنتجت أنه أعور .
وبعد دلك سأل القاضي عبد الله التاني قائلا كيف عرفت أن الجمل أقطب الذيل،قال إن من عادة الجمل السليم أن يحرك ذيله يمينا وشمالا عند إخراجه لفضلاته ،وينتج من دلك أن البعر يكون مفتتا في الطريق إلا أني لم أرى دلك فاستنتجت أنه أقطب الذيل
واخيرا سأل القاضي عبد الله التالت كيف عرفت أن الجمل أعرج ،فقال رأيت دلك من أتار خف الجمل ،فعرفت أنه أعرج ،
وبعد أن أستمع القاضي للعبادلة إقتنع بما قالوه وطلب من صاحب الجمل أن ينصرف بعدما عرفوه حقيقة الأمر
وبعد رحيل صاحب الجمل قال القاضي للعبادلة كيف عرفتم أن المرأة التي أعدت لكم الطعام كانت حامل ،فقال عبد الله الأول إن الخبز الدي قدم لنا كان سميكا من جانب ورفيعا من الجانب الأخر ،ودلك لا يحدت إلا إدا كان هناك ما يعيق المرأة من الوصول إليه كالبطن الكبير ومن خلال دلك استنتجت أن المرأة كانت حامل
وبعد دلك سأل القاضي عبد الله التاني كيف عرفت أن اللحم الدي أكلتموه كان لحم كلب ،فقال إن لحم المعز والبقر والجمل تكون جميعها علي الترتيب التالي عظم لحم شحم إلا الكلب فيكون علي الترتيب التالي عظم شحم لحم فعرفت أنه لحم كلب
تم جاء دور عبد الله التالت وكان القاضي ينتظر هده اللحظة فقال كيف عرفت أني إبن زنا ،فقال لأنك أرسلت شخصا يتجسس علينا وهده الصفة لا تكون إلا فيمن ولدوا بالزنا
فقال القاضي لا يعرف إبن الزنا إلا إبن الزنا ،فردد قائلا أنت هو الشخص الدي لا يرت لأنك إبن زنا
فهل بقي في زماننا من هم بهدا الذكاء والفطنة
لقد قرأت هده القصة مرارا وتكرارا فقلت لما لا أشاركها معكم ،دمتم في رعاية الله وحفظه