بسم الله الرحـمن الرحيـم
" وأيوبَ إذْ نادى ربّه أنّي مَسّني الضُرُّ وأنتَ أرحـم الراحـمين" (الانبياء:83)
هذه الـمناجاة اللطيفة التي نادى بها النبي " أيوب " رائد الصابرين مـجرّبة، وذات مفعول مؤثر، فينبغي أن نقتبس من نور هذه الآية الكريـمة ونقول في مناجاتنا: رب أني مسني الضر وانت أرحـم الراحـمين.
إن " أيوب " ظل صابراً ردحاً من الزمن يكابد ألـم الـمرض العضال، حتى سرت القروح والـجروح الى جسمه كلـه، ومع ذلك كان صابراً جلداً يرجو ثوابه العظيـم من العلي القدير. وحينـما أصابت الديدان الناشئة من جروحه قلبه ولسانه اللذين هما مـحل ذكر الله وموضع معرفته، تضرع الى ربه الكريـم بهذه الـمناجاة الرقيقة: ( أنّي مَسّني الضُرُّ وأنتَ أرحـم الراحـمين) خشية أن يصيب عبادته خلل، ولـم يتضرع اليه طلباً للراحة قط، فاستـجاب الله العلي القدير تلك الـمناجاة الـخالصة الزكية استـجابة خارقة بـما هو فوق الـمعتاد، وكشف عنه ضرّه واحسن اليه العافية التامة .