يعتبر تنقيط القرآن الكريم، من مظاهر حفظ الله تعالى له، حيث سخر له علماء حفظة يسهلون على العوام، قراءته قراءة صحيحة.
وهذا النقط لم يحدث له أي تغيير في القرآن، وإنما حدث إيضاح للفروق بين الأحرف المتشابهة، كالفاء والقاف والياء والباء والتاء والثاء.
نقط الحروف وتشكيلها وتجزئة القرآن إلى أجزاء وأحزاب وأرباع وأثمان على الكيفية التي بين أيدينا هي من وضع التابعين.
وتسمى في اصطلاح أهل علوم القرآن: بالضبط، فيقال: ضبط التابعين، فينسب إليهم، كما ينسب الرسم للصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين .
وأول من وضع النقط في المصحف هو التابعي الجليل: أبو الأسود الدؤلي من أصحاب علي ـ رضي الله عنه ـ فشكل المصحف بالنقط، فجعل النقطة أمام الحرف علامة على الضمة، وفوقه علامة على الفتحة، وتحته للكسرة.
واستمرت الكتابة على هذا إلى أن جاء الخليل بن أحمد الفراهيدي فوضع ضبطاً أدق من ضبط أبي الأسود، فجعل النقط لإعجام الحروف، وجعل ألفاً مبطوحة فوق الحرف علامة على الفتح، وتحته علامة على الكسر، وجعل رأس واو صغيرة علامة على الضمة.
وأما وضع الأجزاء والأحزاب: فقد جاءت بعد ذلك على يد نصر بن عاصم، ويحيى بن يعمر بأمر وإشراف من الحجاج بن يوسف الثقفي والي العراق من قبل الخليفة عبد الملك بن مروان، وكان هذا في عهد التابعين أيضا.
م/ن