ما هى العزيمة الروحية والعزيمة الروحانية ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
ما هى العزيمة الروحية والعزيمة الروحانية ؟
قبل ان نخوض فى هذه المسألة .. احب ان أذكّر بهذه القاعدة التى تعلمناها سابقا وهى
" من لم تكن عزيمته قرآنية ، وهمَّته اسمائية ، ودعوته نبوية .. فلا خير فيه .."
ما معنى العزيمة ؟
العزيمة: في اللغة عبارة عن الإرادة المؤكدة، قال الله تعالى: {وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} أي لم يكن له قصد مؤكد في الفعل بما أمر به
" انظر التعريفات ص150"
يقال : ماضي العزيمة: أى نافذ الإرادة، حاسم
ما له عَزْم ولا عزيمة: ما له صبر ولا ثبات فيما يعزم عليه.
عزائمُ الله:
1 - فرائضُه التي أوجبها على عباده.
2 - أماناته.
• عزائم القرآن: الآيات التي يُرجَى الشِّفاءُ ببركتها.
" راجع معجم اللغة العربية المعاصرة "
وقال فى معجم وتفسير لغوى للقران : ج3ص125
" العزم: الصبر , يقولون مالى عنك عزم؛ أى صبر , ومن هذا المعنى: قالوا العزم: الجدّ , وعقد القلب على أَمْرٍ أنَّك فاعِلُه. "
وقال فى مجمل اللغة لابن فارس ص666 : " العزم: عقد القلب على الشيء تريد أن تفعله. ، وكذلك العزيمة.
والعزائم: الآيات تقرأ على المريض رجاء بركتها، وكانوا يسمون الرقى العزائم."
فى تفسير الرازى ج1 ص352 : العزيمة : عقد القلب على إمضاء شىء تريد فعله ...
العزيمة: في اللغة عبارة عن الإرادة المؤكدة، قال الله تعالى: {وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} أي لم يكن له قصد مؤكد في الفعل بما أمر به
" انظر التعريفات ص150"
فى فتح البيان فى مقاصد القران ج2 ص12 " (وإن عزموا الطلاق) العزم العقد على الشيء يقال عزم يعزم عزماً وعزيمة وعزماناً واعتزم، فمعنى عزموا الطلاق عقدوا عليه قلوبهم .."
وفى ج8ص284 : " والعزم في اللغة توطين النفس على الفعل والتصميم عليه والمضي على المعتقد في أي شيء كان .."
من هم أولى العزم .. وما يشترط لهم ..؟
قال تعالى :" لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ " [آل عمران : 186]
قال تعالى :" يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ " [لقمان : 17]
قال تعالى :" وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ "[الشورى : 43]
قال تعالى :" فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ " [الأحقاف : 35]
يفهم مما سبق ان مواصفات أهل العزم منها :
1- الصبر على الأذى
2- الصبر على الطاعة
3- التقوى
4- الامر بالمعروف
5- النهى عن المنكر
6- الابتلاء فى الاموال والنفس
7- التروى وعدم العجلة
8- الغفران لمن أساء إليهم
" اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك الثَّبَات فِي الْأَمر والعزيمة عَلَى الرُّشْدِ وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا وَلِسَانًا صَادِقًا وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ "
أى الثبات لي على تنفيذ الاوامر الالهية .. مقوّيا عزيمتى بالهداية والتوفيق لما تحب وترضى .. " فالحبيب يسأل الله طاعة الظاهر والباطن اى الجوارح والقلب .. والله اعلم .
( وليس كما يفعل البعض .. يصلى ويصوم ثم يشتم الناس على المنابر .. وحسبنا الله فيهم )
قال الحكيم الترمذى فى كتابه رياضة النفس ص37 :" إذا غلب سلطان المعرفة ولذتها وحلاوتها، وسلطان العقل وزينته وبهجته، احتد الذهن، واستنار العلم، وانتشر وأشرق، وقوى القلب، فقام منتصباً متوجهاً بعين فؤاده إلى الله تعالى، وجاء المدد والعطاء، وظهرت العزيمة على ترك المعصية العارضة فإذا ظهرت العزيمة وجد القلب قوة على زجر النفس، ورفض ما عزمت عليه، فانقمعت النفس وذابت، وسكن غليان الشهوة، وماتت اللذة، وسكنت العروق، ودست صورة تلك المعصية عن الصدر، وتخلص العبد، "
وفى كتاب " هكذا علمتنى الحياة للدكتور مصطفى السباعى رحمه الله " قال :
إذا صحت منك العزيمة ..
إذا صحَّت منك العزيمة للوصول إليه، مدَّ يده إليك، وإذا صحَّت منك العزيمة للوقوف بين يديه، فرش لك الباسط، ودلَّك بنوره عليه.
إذا صدقت الله ...
إذا صدقت الله في الزهد في الدنيا كرَّهك بها، وإذا صدقته الرغبة في الآخرة حبب إليك أعمالها، وإذا صدقته العزم على دخول الجنة أعطاك مفاتيحها، وإذا صدقته حب رسوله حبب إليك اقتفاء أثره، وإذا صدقته الشوق إلى لقائه كشف لك الحجب إلا حجاب النور.
* هى عقد القلب على طاعة الله واجتناب معاصيه .. قدر الوسع والطاقة ..
* أو هى التحرر من ظلمات النفس وشواغل الحس الى نور الله وهدايته .. قدر الوسع والطاقة
وهى عزيمة أهل السلوك الربانى والساعون الى الله تبارك وتعالى والى حب النبي صلى الله عليه وسلم
ما هى العزيمة الروحانية :
* هى عقد القلب فى التأثير الروحانى على الغير .. سلبا أو إيجابا ..
وهى عزيمة عوام الخلق ممن تظهر عليهم قدرات الاتصال بالعالم الروحانى الجنى والشيطانى ..
س: ما الذى تفعله العزيمة الروحانية فى الروح الجنى او الشيطانى ؟
العزيمة هى طاقة روحانية يرسلها المعزم الى الغير لتستولى على أعصابه .. فإذا استولت على اعصاب الانسان .. فقد تمكن منه كليا او جزئيا
فكليا .. كمن يأتيه الصرع الروحانى( وليس العضوى او النفسى ) .. فينطق الجنى على لسان المريض (نادرا) ، ويسبب له مثل اعراض الصرع العضوى من تشنجات وما شابه
وجزئيا .. كمن يأتيه تهيئات او خيالات .. او احلام .. او ما شابه
ولكن قلنا تأثير روحانى لان القلب هو الذى يدفع بطاقة مملؤة بالاوامر الى عالم الروحانى ليؤذى الغير ..
فالتأثير الروحانى ليس معناه اننى غيرت فى روح الاخر .. ولكن معناه اننى ارسلت اليه روحا ( جن او شيطان ) للنفع او الضر بإذن الله ..
والسبب فى وجود العزيمة .. انها تعتبر بمثابة توكيل رسمى عام الى عالم الارواح لتنفيذ الامر ..
س: ما معنى التوكيل ؟ وما فائدة هذا التوكيل ؟
له موضوع آخر عن التوكيلات الروحانية إن شاء الله تعالى ..
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم