قصب الذريرة أو عود الوج SWEET FLAG
عن بعض أزواج النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قالت :
دخل عليَّ رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقد خرجَ في أصبعي بثرة، فقال:
" عِنْدَكِ ذَرِيرَةٌ ؟ " .
قلت : نعم .
قال :
" ضعيها عليها ، .. ثم قُولي : اللَّهُم مُصَغِّرَ الكَبِيرِ وَمُكَبِّرَ الصَّغِيرِ صَغِّرْ ما بِي “ .
وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم دخل عليها فقال:
" أعندك ذريرة ؟ " .
قالت: نعم ، فدعا بها فوضعها على بثرة بين أصابع رجليه ، ثم قال: " اللهم مطفئ الكبير ، ومكبر الصغير أطفها عني .. فطفئت
البثرة بفتح الباء وإسكان ، وبفتحها أيضاً : وهو خُرَّاجٌ صِغار، ويقال بَثِر وجهه وبثر بكسر الثاء وفتحها وضمّها ثلاث لغات.
الذريرة : دواء هندي يتخذ من قصب الذريرة ، وهي حارة يابسة تنفع من أورام المعدة والكبد والاستسقاء ، وتقوي القلب لطيبها .
وفي " الصحيحين " عن عائشة أنها قالت : طَيَّبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدَىَّ بِذَرِيرَةٍ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ ، لِلْحِلِّ وَالإِحْرَامِ .
والبثرة خراج صغير يكون عن مادة حارة تدفعها الطبيعة فتسترق مكانا من الجسد تخرج منه فهي محتاجة إلى ما ينضجها ويخرجها والذريرة أحد ما يفعل بها ذلك فإن فيها إنضاجا وإخراجا مع طيب رائحتها مع أن فيها تبريدا للنارية التي في تلك المادة وكذلك قال ابن سينا في " القانون " : إنه لا أفضل لحرق النار من الذريرة بدهن الورد والخل .
قصب الذريرة SWEET FLAG
ويعرف باسم القصب العطري ، أو عود الوج أو الأيكر الطبي أوعود الأيكر وأقورون وعرق الأكر, كما يسمى بالفرعونية " كنا ", واطلق عليه المصريون القدماء اسم " القصب العطري ".
يعرف قصب الذريرة في الغرب بالأسماء الشعبية التالية :
Seet Flag, Seet Sedge, Grass Myirtle. Myrtle Flag, Sweet Grass, Sweet Myrtle, Sweet Rush, Sweet Root, Sweet cane, Gladdon, Myrtle Sedge, Cinnamon Sedge.
. ويعرف بالانجليزية بعدة أسماء مثل جذر الفأر والدارسين الحلو والقلم الحلو والمرتة الحلوة والجذر الحلو ، وهو عبارة عن عشب معمر من الفصيلة النجيلية ، يتراوح ارتفاعه ما بين متر إلى متر ونصف, أوراقه رمحية ذات لون أخضر فاتح طويلة. للنبات جذمور مقسم وزاحف ويبلغ طوله نحو نصف متر له لون مخضر إلى أسمر غليظ. له رائحة عطرية ممتعة, للنبات أزهار متراكمة تشبه السنبلة أو كوز الذرة وهو بطول أصبع اليد. ينمو بريا على قنوات المياه وعلى حواف الأنهار.
ينمو برياً بجانب قنوات المياه وتمتاز جذوره بطعم حلو حاد عطري وأوراقه طويلة ضيقة وبذوره صغيرة بيضاوية الشكل يعرف علميا باسم ويعرف قصب الذريرة علميا باسم : Acorus calamus, ويعرف بالنوع الهندي. كما توجد أنواع أخرى هي النوع الأمريكي والنوع الأوروبي والنوع الياباني.
الموطن الأصلي لقصب الذريرة : هو آسيا وأمريكا وبعض دول أوروبا وينتشر حاليا في جميع أنحاء العالم .
ماذا قال عنه الطب القديم؟
لقد استخدم الفراعنة قصب الذريرة في صنع لبخات لاستعمالها كمنبه ومنشط للجلد.. ومغلي مسحوق الجذور كشراب عطري منعش لعلاج السعال وتحسين الصوت. كما كانوا يدخلون قصب الذريرة في صناعة معظم العطور ومواد التجميل.
وقد قال الطبيب الأغريقي جالينوس : قصب الذريرة لا يستعمل إلا أصله وقوته قريبة من قوة الراوند .
وقال ابن البيطار: قصب الذريرة يسكن انفتال العصب لبخات .
قال ابن سينا : لا شيء أفضل لحرق النار من الذريرة بدهن ورد وخل .، ينفع من أورام المعدة والأمعاء ومن أورام الكبد والاستسقاء .
وقال داود الانطاكي: حار يابس في الثانية, يقطع السعال المزمن ويفتح السدد ويزيل أوجاع الصدر والكبد والمعدة ويجب العرق ويشد البدن ويقع في المركبات للكبار ويزيل الاستستقاء ووجع الرحم وضعف القلب شرابا والنهوش ويجبر الكسر ويزيل الرائحة الكريهة من الإبط وغيره طلاء .
استعمل قصب الذريرة في الطب الهندي منذ أكثر من 2500 سنة, كما استعمل في أوروبا على نطاق واسع وكذلك في الولايات المتحدة الأمريكية وكانوا يستعملونه كمهضم ومقوى للجهاز العصبي المركزي. كما استخدم في مصر منذ أكثر من 2500 سنة حيث كان يستخدم لعلاج نقص الشهية ومقوي معدي.
الجزء المستخدم من النبات : جذوره والزيت الطيار المفصول من الجذور.
تحتوي الجذور على زيت طيار بنسبة قد تصل في بعض الأنواع إلى ما بين 2 ـ 9% . ومواد صابونية ومواد هلامية . يحتوي الزيت الطيار على مادة تعرف باسم ISOASARONE ونسبتها بسيطة إلا أنها سامة وهذه المادة لا توجد في عود الوج الأمريكي وإنما توجد في بعض الأنواع الأخرى، يحتوي الريزوم على زيت طيار بيتا ازارون B- asarome ومركب بيتا ازارون يوجد عادة في النوع الهندي بالاضافة إلى مواد مرة مثل اكورين وكذلك مواد هلامية ومواد صابونية. أما النوع الخاص بالشرق الأقصى فيحتوي على جميع المركبات السابقة عدا مركب بيتا أزارون. يستعمل قصب الذريرة على نطاق واسع في الطب الحديث وهو مسجل في دستور الأدوية البريطاني والألماني والفرنسي, وكان موجودا في دستور الأدوية الأمريكي إلا انه بعد أن أجريت دراسات على الزيت الطيار المستخلص من قصب الذريرة الهندي على حيوانات التجارب حيث ثبت أن الزيت الطيار يحتوي على مركب بيتا ازارون الذي سبب أورام سرطانية على حيوانات التجارب وذلك بتركيز عال وعليه ألغت منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية قصب الذريرة من دستور الأدوية ورأت أن استعمال الزيت الطيار غير آمن .
أما ريزوم قصب الذريرة الهندي فإنه آمن حيث أثبتت الدراسات أنه لم يوجد حالة مرضية واحدة ظهر عليها أعراض السرطان منذ أن استخدم قصب الذريرة في الطب من مدة 2500 سنة. كما انه لا توجد دراسات إكلينيكية على الإنسان تثبت أن النوع الهندي يسبب السرطنة.
استعمالاته في التداوي :
ـ له استعمالات كثيرة منها ضعف الشهية وحموضة المعدة وتقوية الذاكرة وتنشيط المخ وبالأخص في سن الشيخوخة، و لا غنى عنه في حالات الحموضة العالية في المعدة والأمعاء . وله تأثير مفيد على الكبد، ويمكن استعماله لكل مشاكل الكبد والمعدة والأمعاء .
علاج الحموضة :
هناك وصفة عشبية لعلاج الحموضة مأمونة الجانب ولكن يجب عدم استعمالها مع أي أدوية أخري وهي:
5 جرام جذر الجنطايانا و 3 جرام من قصب الذريرة أو ما يعرف بعود الوج أو الأيكر و 5 جرام عشب ملكة المروج أو ما يعرف بالأكليل الأبيض و 100ملليجرام من الكركم.. تسحق هذه المواد وتخلط جيدا وتسف مرتين في اليوم صباحا ومساء ، ويمكن خلطها مع الماء وشربها.
ـ لضعف الشهية وعسر الطمث وضعف المعدة يستخدم مغلي النبات أو مسحوقه كمشروب حيث انه منبه جيد للمعدة ، وفي أوروبا يستخدم قصب الذريرة لتطبل البطن والأعراض الناتجة من التهاب القولون ، يؤخذ مغلي حوالي 2 جرام على كوب ماء ثلاث مرات في اليوم قبل الأكل لعلاج سوء الهضم ولفقدان الشهية للطعام بالإضافة إلى عمله كمضاد للمغص وطارد للأرياح وكمهدئ جيد.
ـ يستخدم قصب الذريرة على نطاق واسع فهو مقو للباءة في الهند ومصر منذ 2500 سنة على الأقل ، ويستخدم في أوروبا كفاتح للشهية ومساعد على الهضم .
ـ مفيد لترك التدخين لأنّ الذي يمضغ جذوره الجافة يشعر بغثيان خفيف عندما يبدأ بالتدخين بعدها . وكان الهنود الحمر يضعون قطعة منه في الفم عندما يركضون لمسافات طويلة لأنّه يساعدهم على التحمل والمطاولة .
ـ أما إذا استعملته خارجياً بأن وضعته في حمام فإنه يهدئ الأعصاب . كما أن المسحة منه مفيدة ضد الطفيليات بمسحها في أوقات منتظمة على الجلد .
ـ يُضاف إلى ماء الحمام وكذلك استخدام الزيت كدهان موضعي لإعطاء بشرة صافية.
ـ يستخدم مغلي الجذور لحالات السعال وتسكين آلام الأسنان والحميات ويمكن استخدامه كمضمضة أو مضغا في حالات آلام الأسنان.
ـ يستخدم مغلي الجذور بمعدل ثلاث أكواب يوميا أو ثلاث ملاعق من الزيت الطيار ( النوع الأمريكي ) لإخراج حصوات الكلى والمثانة.
ـ يستخدم في جنوب أمريكا لعلاج القولون والحمى وتلبك المعدة حيث يعمل منه مغلي بنسبة 3 جرام مع كوب ماء مغلي مرتين في اليوم.
ـ يستخدم في الهند لتجديد نشاط المخ والجهاز العصبي المركزي ، وتنشيط الذاكرة ، حيث يستعمل مع العسل حيث يخلط ( ربع ) ملعقة من مسحوق قصب الذريرة مع ( نصف ) ملعقة عسل وتؤخذ صباحا ومساء لتقوية الذاكرة وتجديد تنبيه المخ ، ويمكن استعمال هذه الوصفة لمن يشعر بضغط نفسي وكذلك يمكن استخدامها أيام الامتحانات.
ـ يدخل في وصفات مركبة كفاتح للشهية حيث يدخل مع مسحوق جذمور الجنسنج كوصفة مسمنة.
ـ يدخل في وصفة مكونة من الزنجبيل واليارو والليمون والبرتقال والقرفة كوصفة ضد التهاب الشعب الهوائية والكحة.
ـ يستخدم مع الزنجبيل واليام البري لتخفيف آلام القولون.
ـ يستخدم مع نبات الخطمي لعلاج مشاكل الأمعاء والتهاباتها.
ـ يستخدم ممزوجا مع الماء الدافئ على شكل لبخات لعلاج الالتهابات الجلدية.
ـ يستخدم زيت قصب الذريرة كدهان لعلاج الروماتيزم وتخفيف آلامه .
ـ يستعمل على نطاق واسع في مستحضرات التجميل وفي تحضير العطور.
ـ يستخدم كذرور لعلاج الجروح المتعفنة. وكنشوق ( سعوط ) لتطهير الأنف.
هل هناك محاذير من استعمال قصب الذريرة ؟ :
ليس هناك أي محاذير من استخدام جذمور قصب الذريرة إذا استخدم حسب الجرعات المحددة وزيادة الجرعات ربما تسبب إدماء الأنف وعليه يجب عدم المغالاة في استعماله. لأنه إذا زادت الجرعة فإنه يسبب قيء ودوخة. ولا يجب عدم استخدامه من قبل المرأة الحامل إلا بعد استشارة الطبيب ، ولا يُعطى للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين ، و يجب عدم الاستمرار على استعماله لفترة طويلة ، مع عدم الإفراط في الجرعات واتباع الجرعات المحددة .
عن كتاب : " أغذية وأعشاب أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم " ، مجدي محمد الشهاوي ( قيد الطبع ) .