المتأمل فى قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: (لا يرد القضاء إلا الدعاء)، فالله تبارك وتعالى علم قبل خلق السموات والأرض أننا سوف ندعوه جل جلاله ونسأله حاجتنا، فالله تبارك وتعالى سيستجيب لدعائنا ، إلا أن العباد قد يقدمون أشياء على أشياء ويؤخرون أشياء عن أشياء وقد تكون هناك بعض الأولويات التي يظنون أنها في صالحهم في حين أنها تضرهم، ومن هنا جاءت أهمية الدعاء لرد القضاء ، والمصلحة هذه قد تغيب عن بال الانسان، بل قد يظن أن الخير في أمر معين لان الانسان يحكم بالظاهر، أما الذي خلق الأشياء ويعلم طبائعها والآثار المترتبة عليها إنما هو الله، ولذلك كما قال الله تعالى " وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ" وقال تعالى: " وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ "
إن الدعاء يرد القضاء قطعًا لأن هذا كلام الرسول عليه الصلاة والسلام الذي أخبرنا " أن االدعاء والقضاء يعتلجان ما بين الأرض والسماء "، أي تحدث بينهما نوع من المواجهة، فإذا كان الدعاء أقوى رفع القضاء وإذا كان القضاء أقوى والدعاء أقل أو أضعف نزل هذا القضاء ولكن بصورة أخف وإذا لم يدع العبد أصابه قدر الله تبارك وتعالى جل جلاله - و الله أعلم -
يقول الرسول – صلى الله عليه و سلم - " إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء، فإنه لا يهلك مع الدعاء أحد " فهذه وصية الرسول عليه الصلاة والسلام , فما دام الإنسان يدعو لا يتعرض للهلاك - بإذن الله تعالى - وكثير من المصائب والبلايا حقيقة تُرفع بالدعاء ولكن نحن لا ندري إذن الدعاء سلاح خطير وهو أقوى حقيقة من أي سلاح عرفته الإنسانية إلى يومنا هذا، ولكننا لا نحسن استغلاله، فمن حقنا أن نجتهد في الدعاء وأن نسأل الله سبحانه و تعالى.
و الحمد لله وحده
- يتبع -