ما هى حقيقة الروحانيات وأقسامها ؟ (الجزء السادس )

ما هى حقيقة الروحانيات وأقسامها ؟

ما هى حقيقة الروحانيات وأقسامها ؟

الروحانيات : هى طاقات لطيفية مدركه في الوجود لا يعرف كنهها إلا الله تعالى ..
واسميناها بالطاقة .. لانها المحركة للموجودات ..وباللطيفية : لانها غير مدركة بالعين ..، وبالمدركة : لانها تفهم وتدرك الأمر من الله إما بطريق الالهام "الخاطر " او بطريق التلقين " التعليم " .... فهى تلبى الله في تنفيذ أوامره


وكل مخلوق له خصائص .. فهى دلالة على روحانيته .. وما من مخلوق إلا وله خاصية لأن خالقها حكيم ، والحكيم لا يخلق شيء إلا و له حكمة
ومجموع خصائص الشيء هى روحه .. ولا يعلم بإحاطة هذه الخصائص إلا خالقها .. ولذلك يقول تعالى " الروح من أمر ربى "


والمقصود بالعاقل و غير العاقل .. من حيث نسبة تعقل الموجودات الى تعقل آدم .. فالحجارة بالنسبة لآدم غير عاقلة .. لانها ليس لها القدرة على التفكر والابداع والاختراع أى ليس لها معرفة.. والملائكة لديهم تعقل مثل آدم إلا أنهم لم تركب فيهم الشهوة ولم يكلفوا فمعرفتهم جزئية .. ليس فيها كسب مثل آدم وتكليف .. فمعرفته كليه لانه خليفة الله في ارضة و المنزل عليه كلمات الله ..
فتوقفت معرفة الملائكة على ما اودع فيها من مقام وعند حد التلبيغ .. اما عن ادم وذريته فلهم مقامات لعملهم بكتاب الله المنزل عليهم والذى لا نهاية لمقاماته .. ولا يكون هذا العطاء الا للرسل والانبياء والاولياء والصالحين .. وهكذا .. والا فالملائكة اعلى قدرا من عصاة المؤمنين .. لعدم قيامهم باسباب الخلافة المطلوبة منهم ...
فالفهم عن الله موجود في كل المخلوقات حتى الغير عاقلة ومثاله قوله تعالى ( وقلنا يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي ) وقد اوضحنا سابقا هذا الامر ..



ولكن التعقل من حيث القدرة على فهم الوجود والادراك للموجودات وابداع العلوم هو لآدم عليه السلام عليه السلام فقط .. لما له بسبب خلافته عن الله في ارضة وكما بينا منذ قليل فلا داعى للتكرار ..
وقس على ذلك جميع الاشياء ..


وعلى هذا يمكننا تقسيم الروحانيات الى ..



1- روحانيات عاقلة : " إنسان ، ملك ، جان " .. وتحصيل المعرفة عندهم مختلف عن سائر الكائنات الاخرى .. فهم يتلقون المعرفة عن طريق الالهام او الخاطر او التبليغ او التلقين .. اما سائر الكائنات فإلهاما فقط .. ( وأوحى ربك الى النحل ..)


فالانسان : بالالهام " فألهمها فجورها و تقواها " ، التلقين عن الله لادم إما إلهاما " فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه " " وأوحينا الى أم موسى أن أرضعيه ..." ،ولذريته " اتقوا الله و يعلمكم الله "، و إما تبليغا .. فالتبليغ بالوحى عن الله وهو خاص بالرسل فقط" يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك "


2- روحانيات غير عاقلة : " سائر الموجودات " .. وتحيصل المعرفة عندهم بالالهام فقط ..


فالفارق بين آدم وغيره اتساع المعرف لما لديه من القدرة في تحصيلها خلاف الملائكة .. لان ادم هو الخليفة .. وهو القادر على تحصيل المعرفة الربانية والعمل بكتاب الله الذى لا نهاية لعطاءاته وكراماته وفتوحاته ومقاماته .. فكذلك ارتقاءات ادم وذريته ..

منقول