هل الاعمال الروحية هي حلال أم حرام ؟ ومع الأسف نرى أن العديد من الناس على اختلاف مستوياتهم الثقافية يتسرع في الحكم عليها ويجزم بالتحريم وهو لايعرف معناها وأقسامها بل يبالغ البعض بتكفير مستخدمها مما يدل أنه لا يفرق بين العلوم الروحانية وأقسامها والسحر الذي يراد به إلحاق الضرر بالناس والذي حرمه القرآن الكريم والسنة النبوية
تعريف الأعمال الروحانية :
تنقسم الأعمال الروحانية إلى خير وشر فإذا كانت أعمال خير وليس فيها ما يدل على الكفر أو التوسل أو التقرب إلى الجان فهذه لا بأس بها والله أعلم ، وأما إذا كانت الأعمال الروحانية سواء خير أو شر تحتوي على صيغ كفرية أو استعانة بالجان بالتقرب إليهم بأمور غير شرعية فهذا لا يجوز قطعاً.
تعريف الأقسام والعزائم
يجب أن تكون معانيها مفهومة سوى كانت عربية أو غير عربية المعنى وتحتوي على آيات قرآنية أو أذكار نبوية وليس فيها أي شيء يدل على الكفر أو الحرام وأما إذا كان العكس أي فيها ما يدل على الكفر فهذه حرام قطعاً .
تعريف الطلاسم والأرصاد الفلكية :
الطلاسم الغير مفهومة المعنى أو الطلاسم التي يفعلها الروحاني لإنزال الضرر بالآخرين أو التي تحتوي على معاني كفرية وشركية فهذه قطعا حرام والله أعلم .
أما إذا قام الروحاني بعمل طلسم واستخرج حروفه أو إعداده من الآيات القرآنية أو الأدعية والأذكار أو أسماء الله ـ تعالى ـ أو ما شابه ذلك وحولها إلى حروف روحانية وكتبها في وقتها الخاص وأراد بها الخير ولم يعتقد بتأثير الكواكب والطلسم بذاته بل اعتقد أن المؤثر هو الله ـ تعالى ـ الذي أودع أسراره في الحياة فهذا جائز و الله أعلم .
تعريف الاستخدامات والإستحضارات :
الأعمال الروحانية فيها الحلال ومنها الحرام فالحلال يعتمد على ذات القسم وألفاظه وخدامه من الجن إن كانوا صالحين فحلال أو عكس ذلك فحرام قطعاً .
تعريف الأوفاق والحروف وخواصها :
يعتبر هذا العلم المستقل عن الأعمال الروحانية لكن هناك من أقروا بحلاله والبعض ممن صرح بتحريمه أو بكراهيته ولكن الصحيح أنه مباح وحلال وقد يثاب مستخدمه إن استخدمه في الخير بعكس ما إذا استخدمه في الشر .
أنواع الأعمال الروحانية :
يمكن تقسيم الأعمال الروحانية حسب التصرف في استخدامها إلى أقسام متعددة وفيما يلي تفصيل ذلك .
تعريف الدعوات والعزائم :
الدعوة أو العزيمة ، هي مجموعة متكونة من ألفاظ مرتبة على شكل دعاء طويل أو قصير يحتوي في كثير من الأحيان على كلمات سريانية أو عبرية فضلا عن العربية يقسم بها الروحاني على الجن أو الشياطين بغية تحقيق طلب معين أو قضاء حاجة أو ما إلى ذلك . وهذه الدعوات والأقسام والعزائم منها ما هو محرم لما فيها من التذلل للشيطان والإستعانة به ونبذ الأديان السماوية ، ومنها ما هو حلال كالطلب من الروحانيين أو الجن المسلم الصالح المساعدة في استشارة أو قضاء حاجة بقراءة الدعوة عليهم بشروط معينة ليس فيها ما يوجب الخروج عن الدين أو الكفر
تعريف الخلوة والإستخدامات :
هي الإنعزال في مكان بعيد عن الناس والضوضاء و نظيفاً وطاهراً بدناً وثوباً و وعادة المستخدم صائماً حتى تسمو روحه ليتمكن من الإتصال بالجان أو الروحانيين ثم يتلو دعوته أو أسماءه وهو يشعل البخور وبعد إنهاء المدة يحصل له الحضور ويكون بينه وبين الجني الذي استحضره عهد وميثاق و يختلف العهد والميثاق بين الجان الصالح أو المؤمن أو الروحانيين وبين الشياطين والجن الكافر ، فالجن الصالح أو الروحانيون يشترطون على المستخدم شروط رئيسة هي:
( المواظبة على النظافة وصلاة الجماعة - تحري الطعام والرزق الحلال - المواظبة على صيام التطوع كصيام الاثنين والخميس مثلاً - زيارة مقابر المسلمين كل أسبوع مرة أو مرتين و غيرها )
ومخالفة هذه الشروط هي انقطاع العلاقة والاتصال .
أما الشيطان أو الجني الكافر يشترطون على المستخدم شروط وهي :
( الكفر بجميع الأديان السماوية - المواظبة على أفعال الدعارة كالزنا والفاحشة حتى بالمحارم- تقديم القرابين للشيطان- القيام بأعمال الشر التي تؤذي الناس و غيرها )
أما العهد لهذه الفئة الضالة يشتمل على صور فعلية يقدمها الساحر للشيطان كأن يضع قدميه على كتاب الله تعالى أو يبول عليه والعياذ بالله أو يكتب آيات الله على خرق النجاسة كما يكون قد دخل خلوته وهو نجس بدناً ومكاناً ويتقرب إلى الشيطان بكل عمل مشين وقبيح حتى قد يطلب منه الشيطان أن يزني به وكلها أفعال توجب لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .