بسم الله الررحمن الرحيم
تأمل في قوله تعالى (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ) الواقعة الآية 77
الأصل في كلمة (القرآن) قَرَّ القِدْرَ يَقُرُّها قَرًّا: (فَرَّغَ ما فيها)من الطبيخ وصب فيها ماء بارداً كيلا تحترق
والألف والنون زيادة للمبالغة والإمتداد , أي أن هذا القرآن يفرغ ما في الإنسان وأن هذه الخاصية دائمة فيه.
قال تعالى (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله) فأتت الآية بلفظ القرآن ولم تأتي بلفظ (الكتاب)
فبينهما فرق فالكتاب يقصد به الصوت الخفي الثقيل المتقطع وهو الوحي , والقرآن يقصد به إفراغ ما في الأشياء لذلك أتت هذه المفردة
مع الجبل وأفرغ ما فيه من قوة وتماسك بسبب دخول القرآن وانتشاره فيه
والأصل في كلمة (الكريم) أنها كلمة مركبة من (كر) وهي تشير للمعاودة مرة بعد أخرى
ومن كلمة (رم) رَمُّ الأَمر: إصلاحه بعد انتشاره أي تجمع ما تفرق منه فبذلك يصلح
ومن كلمة (كم)كَمَمْتُ الشيء غطَّيته , ودخول حرف (الياء) في كريم هي للتأكيد
أي أن القرآن الكريم الذي أثر في ذلك الجبل فإنه مفرغ لما في الإنسان مما فيه من أشياء سيئة ومكروهه عندما يدخل وينتشر فيه
ويتكرر منه هذا الإصلاح مع تغطيته وحمايته من كل سوء وأن هذا الأمر مؤكد .
والله أعلم وأحكم..
م/ن