حتى لا يقول قائل: جاعت الطيور في بلاد المسلمين
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
تعالوا نتعرف على حكام المسلمين بايام مضت أيام المخلصين للامة بل بأيام الرجال الاتقياء.. رجال صانوا العهد و حفظوا الامانة.. رجال تركوا أعمالا تتحدث عنهم.. رجال يعجز اللسان عن سرد مواقفهم التي قاموا بها لاجل المحافظة على الامة و توثيق رباطها و ازدهارها ..كيف تصرف هؤلاء باموال المسلمين ؟ ..كيف دبّروا الحلول لمشاكل صادفتهم ..كيف كان حبهم للأمة قبل حبهم لانفسهم ..
و من جهة اخرى تعالوا نقارن و نحن نسأل : ماذا فعل حكامنا نحن و ماذا ترك الفارّون منهم لنذكرهم به ؟..ماذا فعل حكامنا بثروات البلاد و باموالها ؟ ماذا فعل حكامنا بشؤون شعوبها ؟ ...من منهم تذكر الفقير و المحتاج... من سعى الى حماية الارملة و اليتيم ؟ ...ماذا فعل حكامنا لحماية الشباب من التبعية و الانزلاق نحو الغرب ؟ ...ماذا وفّر حكامنا للمراة حتى تكون أما و زوجة صالحة ناجحة ؟ ...
لنعيش قصة عن احد حكام المسلمين بعهد ازدهار الامة الاسلامية وعظمتها
حدثت هذه القصة في بلاد المسلمين الحقيقية التي حكمت بشرع خالقنا جل شأنه حدثت في عهد الخليفة الإسلامي عمر بن عبد العزيز ,الذي حكم بضعاً وثلاثين شهراً كانت أفضل من ثلاثين دهراً , نشر فيهم العدل والإيمان والتقوى والطمأنينة ,وعاش الناس في عز لم يروه من قبل
ولكن فوجئ أمير المؤمنين بشكاوى من كل الأمصار المفتوحة (مصر والشام وأفريقيا...) , وكانت الشكوى من عدم وجود مكان لتخزين الخير والزكاة ,ويسألون: ماذا نفعل ؟
فيقول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه:
من كان عاملاً للدولة وليس له بيتٌ يسكنه فلْيُبْنَ له بيتٌ على حساب بيت
مال المسلمين.
من كان عاملاً للدولة وليس له مركَبٌ يركبه , فلْيُشْتَرَ له مركب على
حساب بيت مال المسلمين.
من كان عليه دينٌ لا يستطيع قضاءه , فقضاؤه على حساب بيت مال المسلمين.
من كان في سن الزواج ولم يتزوج، فزواجه على حساب بيت مال المسلمين.
فتزوج الشباب الأعزب وانقضى الدين عن المدينين وبني بيت لمن لا بيت له
وصرف مركب لمن لا مركب له
بالله عليكم أحبابي و إخواني في دين الله .. هل سبق وان سمعتم حضارة على مر العصور والأزمنة حدث فيها مثل ما حدث في عهد الخليقة الإسلامي عمر بن عبدالعزيز
و لكن المفاجأة الأكبر في القصة هي
أن الشكوى ما زالت مستمرة بعدم وجود أماكن لتخزين الأموال و الخيرات ,فيرسل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه إلى ولاته: " عُودوا ببعض خيرنا على فقراء اليهود والنصارى حتى يسْتَكْفُوا " , فأُعْطُوا , والشكوى ما زالت قائمة , فقال: وماذا أفعل ,ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ,
خذوا بعض الحبوب وانثروها على رؤوس الجبال فتأكل منه الطير وتشبع.
حتى لا يقول قائل: جاعت الطيور في بلاد المسلمين
يا الله كيف كان هذا الرجل الحاكم يفكر
بل كيف كان الرجل يتصرف أيامها
خذوا بعض الاموال و انثروها على بنو صهيون و اتباعهم حتى يتركوننا نعبث اكثر او حتى يبقوننا بالحكم
اتركوا الشعوب تجوع حتى لا تتذكر الا بطونها و لا تفكر في السياسة و تقلب علينا الموازين
هذا حال حكامنا من المغرب الى المشرق و صولا الى الخليج
فإن كان هناك من يحكم بيته فهناك من يستطيعن ان يحكم حيه و ان كان هناك من يستطيع ان يحكم الحي فهناك من يستطيع ان يحكم المدينة و ان كان هناك من يستطيع ان يحكم المدينة فحتما هناك من يستطيع ان يحكم البلد بكل صدق و امانة و اخلاص ...لكن هل نصل الى درجة عهدنا الزاهر الى عهد عمر بن بعبد العزيز و غيره ؟؟
اللهّم صل و سلّم على سيّدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
منقول للفائدة