مما لاشك فيه ان لا اله الا الله هي العامود الفقري للتوحيد
وهي الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء
هي في القلب كالشجرة الطيبة في الأرض
وثمراتـــها الأقوال الطيبة والأعمال الصالحة.
قال تعالى:
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً
كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء).
سورة إبراهيم 24..
ثبت في الحديث أن أفضل كلمة قالها الناس قول:
لا إله إلا الله؛
تلك الكلمة التي قامت عليها السماوات والأرض،
وهي الكلمة الفصل بين الحق والباطل،
وهي فيصل التفرقة بين الكفر والإيمان،
إنها خير كلمة عرفتها الإنسانية،
تلك الكلمة التي أخذها الله سبحانه عهداً على بني آدم،
وهم في بطون أمهاتهم، وأشهدهم عليها، قال تعالى:
( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم
وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم
قالوا بلى شهدنا )
الأعراف:172.
ولأهمية كلمة التوحيد ودورها في حياة الأفراد والأمم،
فقد ضرب الله لها مثلاً في القرآن، فقال سبحانه:
( ألم تَرَ كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة
كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء *
تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها
ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون *
ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة
اجتثت من فوق الأرض
ما لها من قرار )
إبراهيم:24-26.
قال ابن قيم الجوذية رحمه الله في كتاب الأمثال في القرآن الكريم :
شبه الله سبحانه (وتعالى)
الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة
لأن الكلمة الطيبة تثمر العمل الصالح
والشجرة الطيبة تثمر الثمر النافع
وهذا ظاهر قول جمهور المفسرين
الذين يقولون الكلمة الطيبة هي :
شهادة أن لا إله إلا الله
فإنها تثمر جميع الأعمال الصالحة الظاهرة والباطنة.
وقال الربيع ابن أنس:
كلمة طيبة هذا مثل الإيمان،
والإيمان الشجرة الطيبة وأصلها الثابت الذي لا يزول الإخلاص فيه ،
وفروعه في السماء خشية الله ،
فإنه سبحانه وتعالى شبه شجرة التوحيد في القلب
بالشجرة الطيبة الثابتة الأصل
الباسقة الفروع في السماء علوا
التي لا تزال تؤتي ثمرها كل حين
وقد روى الطبري عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله تعالى:
« كلمة طيبة ، قال: هذا مثل الإيمان،
فالإيمان الشجرة الطيبة،
وأصله الثابت الذي لا يزول الإخلاص لله،
وفرعه في السماء، فرعه خشية الله.
ونقول في الجوانب العلمية في الآيات السابقات وبالله التوفيق:
لقد ضرب الله سبحانه وتعالى المثل للكلمة الطبية
بالشجرة الطيبة ذات الصفات العلمية التالية:
أصلها ثابت، وفرعها في السماء وتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.
ولكن لماذا اختار الله سبحانه وتعالى الشجرة
من بين مخلوقاته الطيبة والتي لا تحصى
ليضرب بها المثل للكلمة الطيبة
والتي قال العلماء عنها كلمة
لا إله إلا الله
أو الإسلام .
ولماذا خص الله سبحانه وتعالى الصفات الثلاث السابقة في الآية؟
اختار الله هذا المثل لأن الشجرة
هي سيدة المملكة النباتية بلا منازع
من الناحية العلمية الظاهرية والتشريحية والوظائفية والبيئية،
فهي معمرة وتستطيع التغلب على التقلبات الجوية السنوية
بما وهبها الله سبحانه وتعالى من خصائص ظاهرية وتشريحية ووظائفية؟
وهي تقوم مع ذلك بأهم عملية حيوية على الأرض
مثلها مثل باقي النباتات ،
وهي عملية البناء الضوئي فتستغل الطاقة الشمسية
وتثبت ثاني أكسيد الكربون في وجود الماء
لتنتج المواد الأساسية لحياة الكائنات الحية.
وهذه الشجرة من النوع الطيب المثمر النافع،
وليست من النوع الخبيث عديم الفائدة الضار.
ولهذه الشجرة أهم ثلاث صفات في الشجر الطيبة
وهذا ما سنفصله فيما يلي: هذه الشجرة أصلها ثابت:
فهي ذات مجموع جذري قوي، متغلغل في الأرض،
حيث يمتص الماء والأملاح الذائبة
ليواصلها إلى الساق ويثبت النبات ويحفظ الساق
في وضع يمكن معه حمل مساحة ورقية كبيرة
وهو مدعم للنبات لقدرته على الشد
وقابليته للالتواء ومتشعب داخل التربة ويقوم بالادخار الغذائي.
وهذه الشجرة مثمرة: فهي شجرة نافعة تعطي أكلها بانتظام
علاوة على إعطائها للظل ومحافظتها على النظام البيئي
بما وهبها الخالق سبحانه وتعالى من خصائص ظاهرية ،
وتشريحية ووظائفية لم يعطيها لغيرها،
فبعض الأشجار تعطي ثماراً تصل إلى طن ونصف
وتحتوي المواد الغذائية الأساسية للكائنات الحية،
ويصل وزن بعض الثمار إلى 8 كيلو جرام للثمرة الواحدة…
ولكن لا اله الا الله هي جزء من أية
( والله أعلم )