الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف المرسلين ،،
وعلى آله وصحبه وسلم .
وبعد :
فقد جاء في كُتُب الحديث بعضُ الوصايا الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم
لبعض أصحابه رضوان الله تعالى عليهم ،،
فأحببنا جمع بعض منها في سفرٍ صغير.
فاخترنا منها خمساً وخمسين وصية من كتاب ( الترغيب والترهيب ) للحافظ المنذري ،
و ( رياض الصالحين ) للإمام النووي ، و كتاب ( التاج الجامع للأصول ) .
وهذه الوصايا الشريفة وإن كانت موجهةً إلى بعض الصحابة
إلاّ أنها تشمل كل المسلمين ،وهي تحث على إخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى ،
وعدم الشرك به ، وتُبين ماجاء في فضل التهليل ،
والسجود لله عز وجل ، وفضل الصيام والصلاة ، وقيام الليل ، وفضل طلب العلم ،
وفضل الصدقة والتسبيح ، والحث على رضاء الوالدين ،
ومكارم الأخلاق ، وصلة الرحم ،وتعاهد الجيران ، وإطعام الطعام ،وحب المساكين ،
وما إلى ذلك من الأعمال الصالحة ..،
وقد ذكرت بعض الأحاديث الواردة في نفس المعنى زيادةً في الفائدة ،
و أسأل الله أن يجعل عملنا كله صالحاً متقبلاً ويجعله خالصاً لوجهه الكريم ،
وأن ينفعنا بما جاءفي هذه الوصايا ، ويرزقنا العمل بها ، والله الهادي إلى سواء السبيل .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
الوصية الأولى : فضل لا إله إلاّ الله
عن أبى هريرة رضى الله عنه ، قال : قلت : يارسول الله ، من أسعد
الناس بشفاعتك يوم القيامة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحدٌ أولُ منك ،
لما رأيتُ من حرصك على الحديث . أسعدُ الناس بشفاعتى يوم القيامة
من قال : لا إله إلاّ الله خالصاً من قلبه أو نفسه ) .
وإتماماً للفائدة نروي الحديث الآتي :
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : ( من شهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده
ورسوله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه ،
والجنّة حقٌ ، والنار حقٌ ، أدخله الله الجنة ، على ما كان من عمل ) .
زاد حباذة : ( من أبواب الجنة الثمانية أيّـهـا شاء ) .
[ رواه البخاري واللفظ له ، ومسلم ]
وفي رواية لمسلم والترمذي : ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : ( من شهد أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمداً رسول الله : حرّم الله عليه النّار ) .