السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أنت إن لم تكثر الدعاء؟!
{قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ} [سورة الفرقان: 77].
سبحان الله؛ صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدعاء هو العبادة» [رواه الترمذي وأبو داود، وصححه الألباني]
وسبحان الله؛ إن من أسباب استجابة الدعاء: الدعاء!!؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء» [رواه الترمذي، وحسنه الألباني]
وأظنك تعرف جيداً فضل الدعاء.. وما بقي عليك العمل..
هذه طائفة من أدعية القرآن الكريم والسنة المطهرة و مناجاة السلف الصالح وتضرعهم.. درب نفسك عليها كل يوم قبل المغرب, وفي السحر، تنفع يوم عرفة.
أستعن على كل ما سبق:
1- بصيام التسع: فقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم صيام تسع ذي الحجة فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس [أبو داود، وصححه الألباني].
2- وبالخلوة قال الله جل جلاله {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} [سورة المزمل: 8]، أليس من العمل الصالح: «انتظار الصلاة بعد الصلاة»، ألم يسم ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم (رباطاً) «فذلكم الرباط، فذلكم الرباط» [رواه النسائي، وصححه الألباني].. إذًا فصل الفجر في المسجد، ثم ابق منتظراً صلاة العشاء.
3- وبمخالفة الهوى؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام العمل الصالح فيها..»، فاستغل كثير من الإخوة النص العام - "العمل الصالح" - في اتباع الهوى، فبقي كما هو لا يتفرغ ولا يتبتل، ويقول: إنما هي أيام العمل الصالح، ولم يحدد لنا فيها شيء.. وأنا أمارس حياتي وأنوي أن ذلك من العمل الصالح!!!
وهذا من اتباع الهوى؛ لأنه لو فهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم بفهم السلف، ونظر في حالهم، لعلم أن أنسب عمل لأفضل الأيام.. هو أفضل الأعمال، وهو الذكر بلا شك؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم»، قالوا: "بلى"، قال: «ذكر الله تعالى» [رواه الترمذي، وصححه الألباني]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «واعلموا أن من أفضل أعمالكم الصلاة» [رواه ابن ماجه، وصححه الألباني] يؤكد أفضلية الذكر لقوله الله جل جلاله: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِيْ} [سورة طه: 14].
إنها أيام ذبح فاذبح هواك قال الله جل جلاله: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [سورة القصص: 50].
الواجب أيضاً في الأيام العشر: الاستعداد للأضحية:
أين ستصلي العيد؟
لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حياً، لما رضي أن تصلي معه العيد؛ إن كان لك سعة ولم تضح؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان له سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا» [رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني].
إلى متى ستظل متفرجاً على الذين يضحون؟ أيفوتك الحج.. ثم لا تصل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
إخوتي في الله..
إن كلمة "من كان له سعة" لم يقلها رسول الله صلى الله عليه وسلم لتتملص من الدين!!، وإنما لرفع الحرج عن غير المستطيع، ثم إنها ترفع همم الذين يتوقون لما لا يطيقون مما يرضي الله عز وجل: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} [سورة التوبة: 92].
كم استدنت من أجل الدنيا، ولم تسأل عن حكم الاستدانة؟... ها هو الإمام أحمد يُجوِّز الاستدانة للأضحية..
يا أخي ضحِّ .. إن أسمها: "أضحية"...
وأجب الربانيين أيضاً في الأيام العشر: دعوة الدنيا لتكبير الله عز وجل:
نشيدنا، وبهجتنا.. عزنا، وبلسم جراحنا..
الشبه الذي بيننا وبين أهل الجنة.. أنهم في عز عيدهم، {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ} [سورة يونس: 10]، «يلهمون التسبيح والتحميد كما تلهمون أنتم النفس» [صححه الألباني].
فأهل الجنة يأكلون ويشربون ويسبحون، وعيدنا: «أكل وشرب وذكر» [صححه الألباني].
كبِّروا.. كبِّروا.. واعلموا أنكم تكبرون بمناسبة أنكم مسلمون!!... {لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} [الحج: 37]
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين
المحبة للمصطفى صل الله عليه وسلم
منقول