اخبر ابو حسن علي بن حماد المصري قال أخبرني أبو عبدالله الحسين بن محمد العلوي قال حدثني محمد بن علي العلوي الحسيني المصري قال أصابني غم شديد ودهمني امر عظيم من قبل رجل من أهل بلدي من ملوكه فخشيته خشية لم أرح لنفسي منها مخلصا فقصدت مشهد ساداتي وآبائي ص بالحائر لائذا بهم وعائذا بقبورهم ومستجيرا من عظيم سطوة من كنت أخافه وأقمت بها خمسة عشر يوما أدعوا وأتضرع ليلا ونهارا فتراءى لي قائم الزمان و ولي الرحمن عليه وعلى آبائه أفضل التحية و السلام فأتاني وأنا بين النائم واليقظان فقال يا بني خفت فلانا فقلت نعم أرادني بكيت وكيت فالتجأت إلى ساداتي عليهم السلام أشكوا إليهم ليخلصوني منه فقال لي هلا دعوت الله ربك ورب آبائك بالأدعية التي دعا بها أجدادي الأنبياء حيث كانوا في الشدة فكشف الله عز وجل عنهم ذلك قلت و بماذا دعوه به لأدعوه به قال عليه السلام إذا كان ليلة الجمعة فقم فاغتسل وصل صلاتك فإذا فرغت من سجدة الشكر فقل وأنت بارك على ركبتيك وادع بهذا الدعاء مبتهلا قال وكان يأتيني خمس ليال متواليات يكرر على القول وهذا الدعاء حتى حفظته وانقطع مجيئه ليلة الجمعة فقمت واغتسلت وغيرت ثيابي وتطيبت وصليت ما وجب علي من صلاة الليل وجثوت على ركبتي فدعوت الله تعالى بهذا الدعاء فأتاني ع ليلة السبت كهيئة التي يأتيني فقال لي قد أجيبت دعوتك يا محمد وقتل عدوك وأهلكه الله عز وجل عند فراغك من الدعاء قال فلما أصبحت لم يكن لي يكن لي همة غير وداع سادتي عليهم السلام والرحلة نحو المنزل الذي هربت منه بلغت بعض الطريق إذا رسول أولادي وكتبهم بأن الرجل الذي هربت منه جمع قوما واتخذ لهم دعوة فأكلوا و شربوا وتفرق القوم فنام هو وغلمانه في المكان فأصبح الناس ولم يسمع لهم حس فكشف عنه الغطاء فإذا به مذبوحا من قفاه و دماؤه تسيل وذلك في ليلة الجمعة ولا يدرون من فعل به ذلك و يأمروني بالمبادرة نحو المنزل فلما وافيت إلى المنزل وسألت عنه وفي أي وقت كان قتله هو عند فراغي من الدعاء
وهذا الدعاء:
ربي من ذا الذي دعاك فلم تجبه ومن ذا الذي سألك فلم تعطه ومن ذا الذي ناجاك فخيبته أو تقرب إليك فأبعدته ورب هذا فرعون ذو الأوتاد سمع عناده وكفره وعتوه وإذعائه الربوبية لنفسه وعلمك بأنه لا يتوب ولا يرجع ولا يئوب ولا يؤمن ولا يخشع استجبت له دعاءه وأعطيته سؤله كرما منك وجودا وقلة مقدار لما سألك عندك مع عظمة عنده أخذا بحجتك عليه وتأكيدا لها حين فجر وكفر واستطال على قومه وتجبر وبكفره عليهم افتخر وبظلمه لنفسه تكبر وبحلمك عنه استكبر فكتب وحكم على نفسه جرأة منه إن جزاء مثله أن يغرق في البحر فجزيته بما حكم به على نفسه إلهي وأنا عبدك وابن أمتك معترف لك بالعبودية مقر بأنك أنت الله لا إله لي غيرك ولا رب لي سواك موقن بأنك أنت الله ربي وإليك مردي وإيابي عالم بأنك على كل شيء قدير تفعل ما تشاء وتحكم ما تريد لا معقب لحكمك ولا راد لقضائك وأنك الأول والآخر والظاهر والباطن لم تكن من شيء ولم تبن عن شيء كنت قبل كل شيء وأنت الكائن بعد كل شيء والمكون لكل شيء خلقت كل شيء بتقدير وأنت السميع البصير وأشهد أنك كذلك كنت وتكون وأنت حي قيوم لا تأخذ سنة ولا نوم ولا توصف بالأوهام ولا تدرك بالحواس ولا تقاس بالمقياس ولا تشبه بالناس وإن الخلق كلهم عبيدك وإماؤك أنت الرب ونحن المربوبون وأنت الخالق ونحن المخلوقون وأنت الرازق ونحن المرزوقون فلك الحمد يا إلهي إذ خلقتني بشرا سويا وجعلتني غنيا مكفيا بعد ما كنت طفلا صبيا سقوتني من الثدي لبنا مرئا وغذيتني غداء طيبا هنيئا وجعلتني ذكرا مثالا سويا فلك الحمد حمدا إن عد لم يحص و إن وضع لم يتسع له شيء حمدا يفوق على جميع حمد الحامدين ويعلو على حمد كل شيء ويفخم ويعظم على ذلك كله وكلما حمد الله شيء والحمد لله كما يحب الله أن يحمد والحمد لله عدد ما خلق وزنة ما خلق وزنة أجل ما خلق وبوزن أخف ما خلق وبعدد أصغر ما خلق والحمد لله حتى يرضى ربنا وبعد الرضا وأسأله أن يصلي على (سيدنا ) محمد وآل (سيدنا ) محمد وأن يغفر لي ذنبي وأن يحمد لي أمري ويتوب علي إنه هو التواب الرحيم إلهي و إني أنا أدعوك وأسألك باسمك الذي دعاك به صفوتك أبونا (وسيدنا ) آدم عليه السلام وهو مسيء ظالم حين أصاب الخطيئة فغفرت له خطيئته وتبت عليه واستجبت له دعوته وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على ( سيدنا ) محمد وآل (سيدنا ) محمد وأن تغفر لي خطيئتي وترضى عني فإن لم ترض عني فاعف عني فإني مسيء ظالم خاطئ عاص وقد يعفو السيد عن عبده وليس براض عنه وأن ترضي عني خلقك وتميط عني حقك إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به (سيدنا ) إدريس عليه السلام فجعلته صديقا نبيا ورفعته مكانا عليا واستجبت دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أنتصلي على (سيدنا ) محمد وآل (سيدنا ) محمد وأن تجعل مآبي إلى جنتك ومحلي في رحمتك وتسكنني فيها بعفوك وتزوجني من حورها بقدرتك يا قدير إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به (سيدنا ) نوح (عليه السلام ) إذ نادى ربه إني مغلوب فانتصر ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر ونجيته على ذات ألواح ودسر فاستجبت دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على (سيدنا )محمد وآل (سيدنا ) محمد وأن تنجيني من ظلم من يريد ظلمي وتكف عني بأس من يريد هضمي وتكفيني شر كل سلطان جائر وعدو قاهر ومستخف قادر وجبار عنيد وكل شيطان مريد وإنسي شديد وكيد كل مكيد يا حليم يا ودود إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك (سيدنا ) صالح عليه السلام فنجيته من الخسف وأعليته على عدوه واستجبت دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على (سيدنا ) محمد وآل (سيدنا ) محمد وأن تخلصني من شر ما يريدني أعدائي به وسعى به حسادي وتكفنيهم بكفايتك وتتولاني بولايتك وتهدي قلبي بهداك وتؤيدني بتقواك وتبصرني { تنصرني} بما فيه رضاك وتغنيني بغناك يا حليم إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك وخليلك (سيدنا ) إبراهيم عليه السلام حين أراد نمرود إلقاءه في النار فجعلت له النار بردا وسلاما واستجبت له دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على (سيدنا ) محمد وآل (سيدنا ) محمد وأن تبرد عني حر نارك وتطفئ عني لهيبها وتكفيني حرها وتجعل نائرة أعدائي في شعارهم ودثارهم وترد كيدهم في نحورهم وتبارك لي فيما أعطيتنيه كما باركت عليه وعلى آله إنك أنت الوهاب الحميد المجيد إلهي وأسألك بالاسم الذي دعك به (سيدنا) إسماعيل عليه السلام فجعلته نبيا ورسولا وجعلت له حرمك منسكا ومأوى واستجبت له دعاءه ونجيته من الذبح وقربته رحمة منك وكنت منه قريبا أن تصلي على (سيدنا) محمد وآل (سيدنا) محمد وأن تفسح لي في قبري وتحط عني وزري وتشد لي أزري وتغفر لي ذنبي وترزقني التوبة بحط السيئات وتضاعف الحسنات وكشف البليات وربح التجارات ودفع معرة السعايات إنك مجيب الدعوات ومنزل البركات وقاضي الحاجات ومعطي الخيرات وجبار السماوات وأسألك بما سألك به ابن خليلك (سيدنا) إسماعيل عليه السلام الذي نجيته من الذبح وفديته بذبح عظيم وقلبت به المشقص حتى ناجاك موقنا بذبحه راضيا بأمره والده فاستجبت له دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على (سيدنا) محمد وآل (سيدنا) محمد وأن تنجيني من كل سوء وبلية وتصرف عني كل ظلمة وخيمة وتكفيني ما أهمني من أمور دنياي آخرتي وما أحاذره وأخشاه ومن شر خلقك أجمعين بحق آل(سيدنا) يس إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به (سيدنا) لوط عليه السلام فنجيته وأهله من الخسف والهدم والمثلات والشدة والجهد وأخرجته وأهله من الكرب العظيم واستجبت له دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على (سيدنا) محمد وآل (سيدنا)محمد وان تأذن لي بما شتت من شملي وتقر عيني بولدي وأهلي ومالي وتصلح لي أموري وتبارك لي في جميع أحوالي وتبلغني في نفسي أمالي وأن تجيرني من النار وتكفيني شر الأشرار بالمصطفين الأخيار الأئمة الأبرار ونور الأنوار(سيدنا) محمد وآله الطيبين الطاهرين الأخيار الأئمة المهديين والصفوة المنتجبين صلوات الله عليهم أجمعين وترزقني مجالستهم وتمن علي بمرافقتهم وتوفق لي صحبتهم مع أنبيائك المرسلين وملائكتك المقربين وعبادك الصالحين وأهل طاعتك أجمعين وحملة عرشك الكروبيين إلهي وأسألك باسمك الذي سألك به (سيدنا) يعقوب وقد كف بصره وشتت شمله {جمعه}وفقد قرة عينه ابنه فاستجبت له دعاءه وجمعت شمله وأقررت عينه وكشفت ضره وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على (سيدنا) محمد وآل (سيدنا) محمد وأن تأذن لي بجميع ما تبدد من أمري وتقر عيني بولدي وأهلي ومالي وتصلح شأني كله وتبارك لي في جميع أحوالي وتبلغني في نفسي وآمالي وتصلح لي أفعالي وتمن علي يا كريم يا ذا المعالي برحمتك يا أرحم الراحمين إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك (سيدنا) يوسف عليه السلام فاستجبت له ونجيته من غيابت الجب وكشفت ضره وكفيته كيد أخوته وجعلته بعد العبودية ملكا واستجبت دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أن تصلي على (سيدنا) محمد وآل(سيدنا) محمد وأن تدفع عني كيد كل كائد وشر كل حاسد أنك على كل شيء قدير إلهي وأسألك باسمك الذي دعاك به عبدك ونبيك (سيدنا) موسى بن عمران إذ قلت تباركت وتعاليت وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا وضربت له طريقا في البحر يبسا ونجيته ومن معه {تبعه} من بني إسرائيل وأغرقت فرعون وهامان وجنودهما واستجبت له دعاءه وكنت منه قريبا يا قريب أسألك أن تصلي على (سيدنا) محمد وآل (سيدنا) محمد
لا تنسوا أخوكم من الدعاء