بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أردت أن أسالك..
هل فعلا يستطيع الروحانيين معرفة العمر الذي سيحصل فيه الزواج ؟؟
وهل يستطيعون فعلا معرفة حال الزوج من غني وفقر؟؟
وهل يستطيعون معرفة ان كان شخص معين سيكون من نصيبي او نصيب غيري؟؟
وذلك فقط من معرفة الاسم..
وهل يستطيعون معرفة المشاعر من حب وغيرها..
جزاااك الله خيرا..سالتك لاني اثق فيك وفي علمك...لاني ارى كثييرا
من الناس يعتمدون على قراراتهم على مايقوله لهم الروحانيون
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اولا لا بد من تحديد المصطلحات
من هو الروحاني؟
وما وظيفته ؟
والى اي مدى يمكن الاعتماد على ما يقول؟
وما هو الحكم الشرعي في التصديق او التعامل معه؟
طبعا المقصود بالروحاني هنا في هذا المقال بحسب الدارج الان في المنتديات وعند الناس هو ذلك الشخص الذي يستطيع ان يحل المشاكل بطرق غير اعتيادية ويجيب على الاسئلة الحائرة ،ويطرح العلاجات بالرجوع او الاعتماد على طرق مخصوصة.
فان كان كذلك فنقول:
ان كان يعتمد على الجن فالتعامل معه وتصديقه والذهاب اليه قطعا حرام. وللعلماء فتاوى كثيرة في حرمة التعاطي مع هذا الباب وهذه الشخصيات الموبوءة والموصلة للشقاء في الدارين.
وان كان كذابا مشعوذا لا مستند له فيما يقول ولا جهة علمية او شرعية موثوقة ينقل عنها فان تصديق الكاذب والاعتماد على ما يقوله هو قمة الجهل والسذاجة و الخسران.
وان كان يعتمد على وسائل موصلة للاجابة او من خلالها يمكن ان يحل المشاكل المطروحة عليه فاننا ننقل الاستفسار عن تلك الادوات التي يعتمد عليها، فان كانت من الجن فقد سبق الكلام عن الحكم في ذلك.
وان كانت من غير الجن فهي ثلاث طرق عقلا ولا غير بعدها:
الطريق الاول:
هو العلوم المساعدة وهنا نسأل عن مصداقية هذه العلوم في الاجابة عن الاسئلة التي طرحتها السائلة وكل العلوم التي تدعي الكشف عن الاجابة على تلك الاسئلة ومثيلاتها كاذب الا ثلاثة علوم قد تمتلك القدرة على الاجابة بواسطة انساقها التراكمية وآلياتها العلمية، وهم علم الرمل وهو من علوم الانبياء ،
وعلم الجفر الحقيقي وهو من علوم الائمة وخواص الامة من العلماء الرانيين واغلب مبانيه تورث ولا تعطى من خلال الكتب،
وعلم الاحكاميات الفلكية وهو من العلوم التراكمية الجيلية الصعبة وقد تقدم لامير المؤمنين عليهه السلام فيه قول جميل وهو (( ذلك علم لايدرك كله ولا ينفع قلّه،ولا يوجد الا في اهل بيتين في الارض ،بيت في الهند وبيت هنا)) -نهج البلاغة-خطبته مع الدهقان المجوسي قبل الحرب.ويقصد في البيت الذي هنا هو بيت النبوة، ويتعلق صدقه على شروط كثيرة جداجدا وفيه محاذير جمة ومزالق لا يمكن تجاوزها بسهولة لانه يدخل ويشترك في علوم السحر والتحضير والطلاسم والعزائم والدعوات و علوم السر الخمسة مما يجعله مزلقة عقائدية وسلوكية كبيرة لذلك حرمه الكثير من العلماء. وان اجازه البعض فقد اجازه بشروط شديده،ليس هذا محل ذكرها .
لكن كل ما تقرره هذه العلوم الثلاثة الاصدق في معطياتها هو معلومات و موضوعات ظنية و ليست يقينية وهي خاضعة لقوله تعالى ((يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب)) ولذلك لا يمكن الاطمئنان لكل ما يتقرر من خلالها لانه قد يتغير بسبب افعال الانسان خيرا فخير وشرا فشر.
وعليه فلابد من عدم الاعتماد عليها مع امكان تحقق الصدقية فيها فكيف وهي ظنية المخرجات معتمدة على عوامل خارجية في تحقق موضوعاتها.
اما الطريق الثاني:
فهو القدرات النفسية، حيث يوجد عند بعض البشر قدرات روحية وهي مواهب ربانية يستطيعون من خلالها تلمس الحلول ،و قدرة الاشفاء من الامراض والاجابة على الاسئلة الحائرة ،لكن هذا الطريق عزيز ونادر وليس في متناول الكل،و الملاحظ بأن اسلوب حياتنا العصري يوجد به الكثير من العوامل التي تقتل هذه المواهب او تضعفها فلا تعود ساطعة قوية فتتحول هذه المواهب والقدرات بعد فترة هباءا لا نفع منها وتقود اصحابها الى الدجل والافتراء و الكذب، لانهم لن يحتملوا خسرانها والاعتراف بذلك للناس حيث ان ذلك يفقدهم مصداقيتهم او شهرتهم التي عرفوا بها، وهنا يجب التوقف من التعامل مع هؤلاء.حيث لاطريق واضح يمكننا من خلاله اختبار جودة تلك النفوس وصدقها وخصوصا قد وجدنا بعد المراقبة والتتبع ان هذه الحالة عند تلكم الافراد تداخلها في احايين كثيرة ارواح الجن والشياطين فيختلط الحابل بالنابل.فلا يدرى على ما يتم الاعتماد.
اما الطريق الثالث:
فهو طريق الطهارة والايمان والتقوى ومن يتحصل على هذا المقام فسنراه زاهدا في المدح متخفيا عن الظهور برداء الخوارق والقدرات ولا يريد اصلا ان يعرفه احد بانه صاحب كرامة وقدرة لان في تلك الحالة سيصاب بالانشغال عن الله بالناس وسوف يدخله الافتتان بقوى النفس مما يسلبه بركة الايمان وسلامة السلوك ونقاء التوجه لله. لذلك فان الظفر بمثل هؤلاء الافراد عزيز المنال.
واما مسألة معرفة اسرار الانسان ومستقبله من خلال الاسم فهذا موضوع ابتلي به الناس واسسه الجهلة بناءا على ما قرأوه في الكتب ودونما تحقيق وهو باطل تماما ومن يدعي صحة ذلك فانه في الواقع يتعامل مع الجن بطريقة او باخرى وقد يكون مصابا بالجهل المركب وهو لا يدري عن اصابتهه بالجن ونراه يهرع الى علاج الاخرين وفي الواقع هو الذي يحتاج الى العلاج.وذلك لان للجن علم مشابه لعلم الجفر وهو المعمول به اليوم في كل مكان من اخذ اسم الشخص واسم امه واستخراج برجه الروحاني عن طريق الحروف وتصميم العلاج عليه ولهذا فان الرجوع الى هذه الطريقة في يومنا هي رجوع واستعانة بالجن.
وكتب اليهود ومنقولاتهم التوراتية القديمة التي هي اقدم من كتب ونقولات المسلمين، حافلة بعلم الحروف اليهودي الذي نقله النقلة في عصر الترجمات في فترة تسلط هارون الرشيد على رقاب المسلمين وانتشر بين الناس على انه علم الجفر وما هو الا صورة من صور الكبالا اليهودية او (القبلانية) في السحر الاسود ومن له قدرة على التقصي والفهم في اللغات فليذهب وليقرأ ما كتبته الماسونية القائمة على العبادة الشيطانية و ما اخفته من تعاليمها في قوالب حروفيه وانساق رمزية صيانة لاسرارهم الشيطانية من الافتضاح، ولعل القاريئ للتاريخ سوف يفجع بما سيراه عند طبقة المتنورين الماسونيين(الالوميناتي) من علم الحروف الذي يعتبره بعض المسلمين من الجفر وما هو من الجفر في شي واهل البيت منه برآء.وما هي الا علوم شيطانية والمتعامل بها اداة من ادوات الشيطان يحركه كيف يشاء باسم المقدسات حتى يفتتن به اكبر قدر من الناس وتضعف ارادتهم بالله ويكونوا من عبّاد الاسباب واهل الشرك الخفي،و في احايين كثيرة من اهل الشرك الجلي.
وما احب ان اشدد عليه ان علم الحروف الذي بين ايدي الروحانيين المزعومين في يومنا هو علم حروف الجن وليس الجفر ولكن لشدة التشابه يسميه اصحابه بعلم الجفر حتى يكسبونه القداسة والشرعية ويرفعون عنه عتب العاتبين، وان الطرق الشيطانية المتبعة قديما كلها كانت تندس من خلال الاديان وتعطي وجودها غطاءا شرعيا متناسبا مع تلك الاديان حتى تضمن لوجوداتها الشيطانية الاستمرار ولذلك نرى اثار الحروفيات منتشرة في مدونات قديمة جدا ولعل اكثر المدونات قدما هو مدونات هرمس الهرامسة الذي هو النبي ادريس وهو عبري ، وقد تلاعبت به الايدي والنقول عبر الازمنة ويكفي انه وصل لنا عن طرق الكنائس اليهودية والنصرانية وهذا في حد ذاته مشكلة كبيرة في الاعتقاد به، والكتاب الثاني المنسوب لأصف ابن برخيا وهو عبري ايضا وقد وصلنا من نفس الطريق ولم يوثق باي طريقة، والراجع لكلا الكتابين في مصادرها الموثقة تدوينا وحفظا يرى بالمقارنة ان ما يسمى بالجفر عند الروحانيين اليوم ما هو الا بعض ما ورد في تلك الكتب من قوانين وانساق حروفيه ،حقيقة القتها الشياطين على ملك سليمان وماكفر سليمان ولكن الشياطين كفروا، والموضوع عميق والتضليل الذي حدث من خلاله للمسلمين كبير،بل ان التضليل الذي حدث للموحدين من اليهود والنصارى في أزمانهم بسببه اكبر، والله المستعان .
يبقى ان معرفة كل الامور الاخرى من مشاعر واوقات زواج وكل ما سألت عنه السائلة هو من المبنيات على معرفة الطريق الموصله اليه من احدى الطرق الثلاث التي ذكرتها في معرفة حكمه الشرعي. فلا ينبغي الاغترار او الانجرار وراء هؤلاء الذين يدعون انهم روحانيين وهم اكذب الكذبة لانهم ادعوا ما ليس لهم وليس من مقامهم، بل هم ابعد الناس عن الدين وتعاليمه،واكثرهم مدان سلوكيا وعقائديا من قبل العلماء والفقهاء والعقلاء لما ظهر عنهم من منكرات ابرزها انهم مصابين بحب الظهور وابراز ذواتهم بطريقة متميزة للاخرين حتى يشار اليهم بالبنان انهم من اصحاب الخوارق والقدرات والكرامات، والعياذبالله.
عصم الله المسلمين من شرورهم وشر اغراءات النفوس واغوائاتها والحمدلله.