1- وقال عبد الله بن عون البصري - رحمه الله - (ت 151هـ): (ثلاث أرضاها لنفسي ولإخواني: أن ينظر هذا الرجل المسلم القرآن فيتعلمه، ويقرأه، ويتدبره، وينظر فيه، والثانية: أن ينظر ذاك الأثر والسنة فيسأل عنه، ويتبعه جهده، والثالثة: أن يدع هؤلاء الناس إلا من خير)(1).
2- وقال الأوزاعي - رحمه الله - (ت 157هـ): (خمس كان عليها أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: لزوم الجماعة، واتِّباع السنة، وعمارة المسجد، وتلاوة القرآن، وجهاد في سبيل الله...)(2).
3- وقال سفيان الثوري - رحمه الله - (ت 161هـ): (اتبع السنة ودع البدعة)(3).
4- وقال الفضيل بن عياض - رحمه الله - (ت 187هـ): (أدركت خيار الناس كلهم أصحاب سنة ينهون عن أصحاب البدع)(4).
5- وقال أبو الخلال - رحمه الله -: (إنه سيأتي على الناس زمان يقوم الرجل يسأل عن سنة محمد - صلى الله عليه وسلم - فلا يجد أحداً يخبره بها)(5).
والنصوص في هذا المعنى كثيرة، وظاهر منها جميعا أن السنة في الحديث النبوي وكلام الصحابة والتابعين معناها: الطريقة المشروعة المتبعة في الدين، لا ما يقابل الفرض أو الواجب، وفي ذلك يقول ابن حجر: (تقرر أن لفظ السنة إذا ورد في الحديث، لا يراد به التي تقابل الواجب)(6).
ويقول ابن رجب: (والسنة: هي الطريق والسلوك، فيشمل ذلك التمسك بما كان عليه هو – يعني الرسول - صلى الله عليه وسلم - وخلفاؤه الراشدين – من الاعتقادات، والأعمال، والأقوال، وهذه هي السنة الكاملة، ولهذا كان السلف قديما لا يطلقون اسم السنة إلا على ما يشمل ذلك كله، روي معنى ذلك عن الحسن والأوزاعي والفضيل بن عياض)(7).
وقال السيوطي عن الصحابة والتابعين: (إنهم إذا أطلقوا " السنة " لا يريدون بذلك إلا سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -)(8).
فهذه نصوص صريحة واضحة على المراد بالسنة إذا وردت في الحديث، أو في كلام الصحابة والتابعين.
(1) السنة للمروزي، رقم (106)، شرح أصول الاعتقاد (1/ 68 رقم 36).
(2) شرح أصول الاعتقاد (1/71 رقم 48)، شرح السنة للبغوي (1/209).
(3) شرح السنة للبغوي (1/217).
(4) الشرح والإبانة لابن بطه ص 153.
(5) السنة للمروزي، رقم (111).
(6) فتح الباري (10/340).
(7) جامع العلوم والحكم ص 230.
(8) تدريب الراوي (1/189).
م/ن