الإيمان:
معنـاه: التّصديق الجازم الذي لا شكّ معه ولا ظنّ.
أركانه: الإيمان بالله، الإيمان بالملائكة، الإيمان بالكتب، الإيمان بالرسل، الإيمان باليوم الآخر، الإيمان بالقضاء والقدر.
ضرورة الإيمان:
تتّفق آراء الأطباء أن أخطر ما يهدّد سلامة الإنسان في عصره الحالي وعصوره المقبلة الشعور بالوحدة، هذا الإحساس الذي يتوّلد في نفس الإنسان لظروف خارجة عن إرادته إذ يتولاه في وقت معيّن وفي مكان محدّد أو بنتيجة إحساس داخلي فنجده قد نفر من الناس وانزوى عن المجتمع، وبدأ يتطوّر هذا الإحساس إلى شعور مدمّر بوحدة قاتلة فتسبّب له ضيقاً في صدره ويأساً من عمله وفشلاً في حياته، وبذلك يتهدّد مستقبله وينتهي دوره الإيجابي في الحياة. فقرّر الأطباء العلاج الناجع بعد بحث طويل ومحاولات عديدة وهو أن يغرس الإنسان الشعور بأنه ليس وحيداً وأنه مهما كان فلن يكون في لحظة ما بمفرده، ونصح الأطباء والعلماء أن يتعلّم الإنسان منذ طفولته أنه إذا كان يسير على جانب من الطريق فإن الله على الجانب الآخر.
وهذا الإيمان الجازم له آثار قوية في حياة الفرد والمجتمع معاً:
1) آثار الإيمان في حياة الفرد:
ـ الطمأنينة: وهي أهم عنصر في حياة الإنسان فكلما فقد الإيمان زادت المشاكل وقلَّ الأمن النفسي، ومن فقد الطمأنينة من داخله عجز عن جلبها، فالدّين يزرع الطمأنينة ويوضّح كيفية التعامل مع المشاكل.
ـ التفاؤل والأمل: وهو أثر هامّ، أمل في الدنيا وذلك بالتعمير والبناء، وأمل في الآخرة وذلك بالإخلاص وحسن التدبير.
ـ التمتّع باللّذات المعنوية: على اعتبار أنّ اللّذات الحسيّة ليست هي القصد الأول، بل إنّ لها نهاية وهناك لذات عقلية ومعنوية وروحية.
2) آثار الإيمان في حياة المجتمع:
ولا يمكن إغفال أثر الإيمان في الناحية الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية حيث هي التي توجّه المجتمع للبناء وأنواع التعامل الاجتماعي مثل التكافل والاتحاد والتآزر وتجنّب الفرقة..، وأنواع التعامل الأخلاقي مثل احترام الغير بالمعاملة الحسنة وتجنّب الأخلاق القبيحة..، وأنواع التعامل الاقتصاديمثل إعانة الفقير وكفالة اليتيم وتجنّب التعامل بالربا والرشوة واحتكار المال..، وهكذا أثر الإيمان في ربط قلوب المؤمنين وإخائهم واعتقاد الإنسان شرف ما ينتمي إليه من عقيدة، وعظم الأمّة التي ينتسب إليها، والعمل من أجلها وابتغاء مرضاة الله وحده.
والإيمان أساس العدل والمساواة والإحسان إلى الناس. فإذا أرادت الإنسانية مستقبلاً مشرقاً فلا يكون ذلك إلا بالإيمان الذي يحدّد ويوجّه مسيرة الكون إلى المستقبل المشرق.