بسم الله الرحمان الرحيم ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ) – سورة الفتح الآية 29 -
( يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا )،
شرف المؤمن فى قيام الليل ، وجمال الإيمان أن يجعل الإنسان يتذوق قيمة وجمال قيام الليل ، هل يمكن أن يكون الجمال كله أن تقف بين يدى الجميل الذى يحب الجمال ، إنه قيام الليل للوقوف بين يدى الرحمان القوى العزيز.
أن أعظم موقف يقف فيه العبد على هذه الدنيا هو الوقوف بين يدي الله في الصلاة خاشعا مما يزيد من حلاوة الصلة برب العالمين و يعزز إرتباط العبد بمولاه وخالقه فيكون في حفظه ورعايته على قدر اعتنائه بهذه الصلاة وإن أعظم موقف في الصلاة هو السجود لله الواحد القهار أين سكبت فيه دموع الخشية من رب العالمين ،و أين الذي تخرج منه دعوات المضطرين،و أين الذي يذوق فيه العبد طعم العبودية والافتقار والاضطرار إلى رب العالمين .
فما أعظم لذة السجود عند عباد الله الذين خافوا من عذاب الله وخاصة في الثلث الأخير من الليل .فكلما ذل العبد لربه علا وارتفع , إن طعم السجود والتذلل للواحد المعبود وفيه حزن وهم لا يذهبه إلا السرور بمعرفة الله،وفيه وحشة لا تزول إلا بالأنس بالله،وفيه اضطراب لن يزول إلا إذ كان الله وحده هو غايته .
يقوم الإنسان الليل ويقوم ويقوم ويقوم الليل حتى يتذوق جمال هذا القيام ، حتى يعرف قيمة انه عبد لله ، حتى يحب هذا القيام اكثر من كل شىء ، يصبح قيام الليل عنده أهم من الطعام والشراب.
قول النبي صلى الله عليه وسلم ( ركعتى الفجر خير من الدنيا وما فيها ) خير من كل الدنيا أن تصلى ركعتين قبل وقت الفجر وخير مما فيها ، خير من كل المعاصى ، تجد فيهما الصدق والحق واللذة من عبادة الله ومناجاته وسؤاله وحده.. وهو يحميك بأن تتذلل إليه ولا يراك الناس .