مجموعة كنوز عظيمة
اللّهمّ لا تحبّب إليّ ما أبغضت، ولا تبغّض إليّ ما أحببت، اللّهمّ إني أعوذ بك أن أرضى سخطك أو أسخط رضاك، أو أردّ قضاءك، أو أعدو قولك، أو أناصح أعدائك، أو أعدو أمرك فيهم، اللّهمّ ما كان من عمل أو قول يقرّبني من رضوانك ويباعدني من سخطك، فصبّرني له واحملني عليه يا أرحم الراحمين.
اللّهمّ إني أسألك لساناً ذاكراً وقلباً شاكراً ويقيناً صادقاً وايماناً خالصاً، وجسداً متواضعاً، وارزقني منك حباً وأدخل قلبي منك رعباً، اللّهمّ فإنّ ترحمني فقد حسن ظنّي بك، وإن تعذّبني فبظلمي وجوري وجرمي واسرافي على نفسي، فلا عذر لي إن اعتذرت ولا مكافات أحتسب بها، اللّهمّ إذا حضرت الآجال ونفدت الأيام، وكان لابدّ من لقائك، فأوجب لي من الجنّة منزلا يغبطني به الأوّلون والآخرون، لا حسرة بعدها ولا رفيق بعد رفيقها في أكرمها منزلا.
اللّهمّ ألبسني خشوع الايمان بالعزّ قبل خشوع الذلّ في النار، أثني عليك ربّ أحسن الثناء لأنّ بلائك عندي أحسن البلاء، اللّهمّ فأذقني من عونك وتأييدك وتوفيقك ورفدك، وارزقني شوقاً إلى لقائك ونصراً في نصرك حتى أجد حلاوة ذلك في قلبي، وأعزم لي على أرشد اُموري، فقد ترى موقفي وموقف أصحابي ولا يخفى عليك شيءٌ من أمري.
اللّهمّ إنّي أسألك النصر الذي نصرت به رسولك وفرّقت به بين الحقّ والباطل، حتّى أقمت به دينك وأفلجت به حجتك، يا من هو لي في كلّ مقام
رواية عن الباقر( عليه السلام)عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال كان لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سرٌّ لا يعلمه إلا قليل فلما عثر عليه كان يقول (وأنا أقول) لعنة الله وملائكته وأنبيائه وصالح خلقه على مفشي سر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى غير ثقة فاكتموا سر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فإني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول: يا علي إني والله ما أُحدثك إلا ما سمعته أُذناي ووعاه قلبي ونظره بصري إن لم يكن من الله فمن رسوله يعني جبرائيل ( عليه السلام ) فإياك يا علي أن تضيع سري هذا فإني دعوت الله تعالى أن يذيق من أضاع سري هذا جراثيم جهنم،اعلم أن كثيراً من الناس وإن قلّ تعبدهم إذا علموا ما أقول لك كانوا في أشد العبادة وأفضل الاجتهاد ولولا طغاة هذه الأمة لبثثت هذا السر ولكن قد علمت أن الدين إذا يضيع وأحببت أن لا ينتهي ذلك إلا إلى ثقة إني لما أسري بي إلى السماء فانتهيت إلى السماء السابعة فتح لي بصري إلى فرجة في العرش تفور كفور القدور فلما أردت الانصراف قعدت عند تلك الفرجة ثم نوديت:
يا محمد إن ربك يقرء عليك السلام ويقول أنت أكرم خلقه عليه وعنده علم قد زواه عن جميع الأنبياء وجميع أممهم غيرك وغير أمتك لمن ارتضيت لله منهم أن ينشروه لمن بعدهم لمن ارتضوا لله منهم أنه لا يضرهم بعد ما أقول لك ذنب كان قبله ولا مخافة تأتي من بعده ولذلك أمرت بكتمانه لئلا يقول العالمون حسبنا هذا من الطاعة.
يا محمد: قل لمن عمل كبيرة من أمتك فأراد محوها والطهارة منها فليطهر لي بدنه وثيابه ثم ليخرج إلى بريّة أرضي فيستقبل وجهي (يعني القبلة) حيث لا يراه أحد ثم ليرفع يديه إلي فإنه ليس بيني وبينه حائل وليقل:
يا واسعاً بحسن عائدته ويا ملبساً فضل رحمته ويا مهيباً لشدَّة سُلطانه ويا راحماً بكل مكان ضريراً أصابه الضرُّ فخرج إليك مُستغيثاً بك آئباً إليك هائباً لك،يقول عملت سُوءاً وظلمت نفسي ولمغفرتك خرجت إليك أستجير بك في خروجي من النار وبعزِّ جلالك تجاوزت تجاوز يا كريم وباسمك الذي تسميت به وجعلته في كل عظمتك ومع كل قدرتك وفي كل سلطانك وصيَّرته في قبضتك ونوَّرته بكتابك وألبسته وقاراً منك،يا الله يا الله أطلب إليك أن تمحو عني ما أتيتك به وانزع بدني عن مثله فإني بك لا إله إلا أنت وباسمك الذي فيه تفصيل الأمور كلها مؤمن هذا اعترافي فلا تخذلني وهب لي عاقبة وانجي من الذنب العظيم هلكت فتلا فني بحق حقوقك كلها يا كريم،فإنه إن لم يرد بما أمرتك به غيري خلصته من كبيرته تلك حتى أغفرها له وأطهره الأبد منها لأني قد علمتك أسماء أجيب بها الداعي.
يا محمد: ومن كثرت ذنوبه من أمتك فيما دون الكبائر حتى يشهر بكثرتها ويمقت على اتباعها فليعتمدني عند طلوع الفجر وقبل أفول الشفق ولينصب وجهه إلي وليقل:
يا رب يا رب فلان بن فلان عبدك شديدٌ حياؤه منك لتعرُّضه لرحمتك لإصراره على ما نهيت عنه من الذنب العظيم يا عظيم إن عظيم ما أتيت به لا يعلمه غيرك قد شمت بي فيه القريب والبعيد وأسلمني فيه العدوُّ والحبيب وألقيت بيدي إليك طمعاً لأمر واحد وطمعي ذلك في رحمتك فارحمني يا ذا الرحمة الواسعة و تلافني بالمغفرة والعصمة من الذنوب إني إليك متضرع أسألك باسمك الذي يزيل أقدام حملة عرشك ذكره وترعد لسماعه أركان العرش إلى أسفل التخوم إني أسألك بعزِّ ذلك الاسم الذي ملأ كل شيء دونك إلا رحمتني باستجارتي إليك باسمك هذا يا عظيم أتيتك لكذا وكذا ويسمى الأمر الذي أتى به فاغفر لي تبعته وعافني من إشاعته بعد مقامي هذا يا رحيم.فإنه إذا قال ذلك بدلت ذنوبه إحساناً ورفعت دعاءه مستجاباً وغلبت له هواه.
يا محمد: ومن كان كافراً وأراد التوبة والإيمان فليطهر لي بدنه وثيابه ثم ليستقبل قبلتي وليضع حرّ جبينه لي بالسجود فإنه ليس بيني وبينه حائل وليقل:
يا من تغشى لباس النُّور السَّاطع الذي استضاء به أهل سماواته وأرضه ويا من خزَّن رؤيته عن كل من هو دونه وكذلك ينبغي لوجهه الذي عنت وجوه الملائكة المقربين له إن الذي كنت لك فيه من عظمتك جاحداً أشد من كل نفاق فاغفر لي جحودي فإني أتيتك تائباً و ها أنا ذا أعترف لك على نفسي بالفرية عليك فإذا أمهلت لي في الكفر ثم خلصتني منه فطوِّقني حب الإيمان الذي أطلبه منك بحق ما لك من الأسماء التي منعت من دُونك علمها لعظم شأنها وشدة جلالها،وبالاسم الواحد الذي لا يبلغ أحد صفة كنهه وبحقها كلها أجرني أن أعود إلى الكفر بك، سبحانك لا إله إلا أنت غفرانك إني كنت من الظالمين.فإنه إذا قال ذلك لم يرفع رأسه إلا عن رضى مني وهذا له قبول.
يا محمد: ومن كثرت همومه من أمتك فليدعني سراً وليقل:
يا جالي الأحزان ويا مُوسِّع الضِّيق ويا أولى بخلقه من أنفسهم ويا فاطر تلك النفوس وملهمها فجورها والتقوى نزل بي يا فارج الهمِّ همٌّ ضقت به ذرعاً وصدراً حتى خشيت أن أكون غرض فتنة يا الله وبذكرك تطمئن القلوب يا مُقلِّب القلوب قلِّب قلبي من الهموم إلى الرَّوح والدَّعة ولا تشغلني عن ذِكرك بتركك ما بي من الهموم إني إليك مُتضرع أسألك باسمك الذي لا يُوصف إلا بالمعنى لكتمانك أنت في غيوبك ذات النور أجل بحقه أحزاني واشرح صدري بكشوط ما بي من الهم يا كريم. فإنه إذا قال ذلك توليته فجلوت همومه فلن تعود إليه أبداً.
يا محمد: من نزلت به قارعة من فقر في دنياه فأحب العافية منها فلينزل بي فيها وليقل:
يا محلَّ كنوز أهل الغنى ويا مُغني أهل الفاقة من سعة تلك الكنوز بالعائدة إليهم والنظر لهم يا الله،لا يسمى غيرك إلهاً إنما الآلهة كلها معبودة دُونك بالفرية والكذب،لا إله إلا أنت يا سادَّ الفقر ويا جابر الضُّرِّ ويا عالم السَّرائر ارحم هربي إليك من فقري،أسألك باسمك الحالِّ في غناك الذي لا يفتقر ذاكراه أبداً أن تُعيذني من لُزوم فقر أنسى به الدَّين أو بسوء غنى أفتتن به عن الطاعة بحق نور أسمائك كلها أطلب إليك من رزقك كفافاً للدُّنيا تعصم به الدِّين لا أجد لي غيرك مقادير الأرزاق عندك فانفعني من قدرتك فيها بما تنزع به ما نزل بي من الفقر يا غنيُّ. فإنه إذا قال ذلك نزعت الفقر من قلبه وغشيته الغنى وجعلته من أهل القناعة.
يا محمد: ومن نزلت به مُصيبة في نفسه أو دينه أو دُنياه أو أهله أو ماله فأحب فرجها فلينزلها بي وليقل:
يا مُمتناً على أهلِ الصبرِ بتطويقكهم بالدَّعة التي أدخلتها عليهم بطاعتك لا حول ولا قوة إلا بك فدَحتني مُصيبة قد فتنتني وأعيتني المسالك للخروج منها واضطرَّني إليك الطمع فيها مع حُسن الرَّجاء لك فيها فهربت إليك بنفسي وانقطعت إليك لضرِّي ورجوتك لدُعائي قد هلكت فأغثني واجبر مُصيبتي بجلاء كربِها وإدخالك الصبر عَليَّ فيها فإنك إن خلَّيت بيني وبين ما أنا فيه هلكت فلا صبر لي يا ذا الاسم الجامع فيه عظيم الشُّؤون كلها بحقِّكَ أغثني بتفريج مُصيبتي عنِّي يا كريم. فإنه إذا قال ذلك ألهمته الصبر وطوقته الشكر وفرجت عنه مصيبته بجبرانها.
يا محمد: ومن خاف شيئاً دُوني من كيد الأعداء واللصوص فليقل في المكان الذي يخاف فيه:
يا آخذاً بنواصي خلقه والسَّافِعَ بها إلى قدره والمُنفذ فيها حُكمه وخالقها وجاعل قضائه لها غالباً وكلهم ضعيفٌ عند غلبته،وثقت بك يا سيدي عند قُوتهم إني مَكيود لضعفي ولقوتك على من كادني تعرضت لك فسلمني منهم اللهم فإن حُلت بينهم وبيني فذلك أرجوه منك وإن أسلمتني إليهم غيَّروا ما بي من نعمك يا خير المُنعمين صلِّ على محمدٍ وآل محمدٍ ولا تجعل تغيير نعمك على يد أحدٍ سواك ولا تُغيرها أنت بي فقد ترى الذي يُراد بي فحل بيني وبين شرِّهم بحق ما به تستجيب الدُّعاء يا الله ربّ العالمين. فإنه إذا قال ذلك نصرته على أعدائه وحفظته.
يا محمد: ومن خاف شيئاً مما في الأرض من سبع أو هامَّة فليقل في المكان الذي يخاف ذلك فيه:
يا ذَارئَ ما في الأرض كلها بعلمه بعلمك يكون ما يكون ممَّا ذرأت لك السُّلطان على ما ذَرَأت ولك السُّلطانُ القاهرُ على كُلِّ شيء دُونَكَ يا عزيزُ يا منيعُ إنِّي أعوذُ بك وبقدرتك على كل شيءٍ من كل شيءٍ يُضرُّ من سَبُع أو هَامَّةٍ أو عارضٍ من سائرِ الدَّوابِّ يا خالقها بفطرته أدْرَأها عنّي واحجزها ولا تُسلطها علي وعافني من شرِّها وبأسها يا الله ذا العلم العظيم حُطني بحفظك من مَخَاوفي يا رحيمُ. فإنه إذا قال ذلك لم تضره دواب الأرض التي ترى والتي لا ترى.
يا محمد: ومن خاف مما في الأرض جاناً أو شيطاناً فليقل حين يدخله الرَّوع:
يا اللهُ الإلهُ الأكبرُ القاهرُ بقُدرته جميعَ عبادهِ والمُطاعُ لعظمته عند كل خليقته والمُمْضي مشيَّته لسابق قدره أنت تكلأ ما خلقت بالليل والنهار ولا يمتنع من أردت به سُوءاً بشيءٍ دُونك من ذلك السُّوء ولا يحول أحدٌ دُونك بين أحدٍ وما تُريدُ به من الخير كلُّ ما يُرى وما لا يُرى في قبضتك وجعلت قبائل الجن والشياطين يروننا ولا نراهم وأنا لكيدهم خائف فآمني من شرهم وبأسهم بحق سُلطانك العزيز يا عزيز. فإنه إذا قال ذلك لم يصل إليه من الجن والشياطين سُوءٌ أبداٌ.
يا محمد: ومن خاف سلطاناً أو أراد إليه طلب حاجة فليقل حين يدخل عليه:
يا مُمكِّنَ هذا ممَّا في يديه ومُسلِّطهُ على كُلِّ من دُونَهُ ومُعرِّضهُ في ذلك لامتحان دينه على كلِّ من دُونه إنه يسطو بمرحِهِ فيما آتيته من الملك ويجوز فينا ويتجبَّرُ بافتخاره بالذي ابتليته به من العظيم عند عبادك،أسألك أن تَسلبه ما هو فيه أنت بقوةٍ لا امتناع منها عند إرادتك فيها إني أمتنعٍُ من شَرِّ هذا بخيركَ وأعوذ من قوَّتِه بقدرتك،اللهمَّ ادفعه عنِّي وآمنِّي من حذاري منه بحقِّ وجهك وعظمتك يا عظيمُ.